للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو صنم طيىء ليهدمه، فى ربيع الآخر سنة تسع، وبعث معه مائة وخمسين رجلا من الأنصار، على مائة بعير وخمسين فرسا- وعند ابن سعد: مائتى رجل- فهدمه وغنم سبيا ونعما وشاء.

وكان فى السبى سفانة بنت حاتم، أخت عدى بن حاتم، فأطلقها النبى صلى الله عليه وسلم-، فكان ذلك سبب إسلام عدى.

وعند ابن سعد أيضا: أن الذى كان سباها خالد بن الوليد- رضى الله عنه-.

ثم سرية عكاشة بن محصن إلى الجباب «١» - موضع بالحجاز- أرض عذرة وبلى، وقيل أرض فزارة وكلب ولعذرة فيها شركة.

قصة كعب بن زهير مع النبى- صلى الله عليه وسلم- «٢» ، وكانت فيما بين رجوعه صلى الله عليه وسلم- من الطائف وغزوة تبوك.

وكان من خبر كعب وأخيه بجير ما ذكره ابن إسحاق وعبد الملك بن هشام وأبو بكر محمد بن القاسم بن يسار بن الأنبارى، دخل حديث بعضهم فى حديث البعض: أن بجيرا قال لكعب: اثبت حتى آتى هذا الرجل- يعنى النبى- صلى الله عليه وسلم- فأسمع كلامه وأعرف ما عنده، فأقام كعب ومضى بجيرا، فأتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فسمع كلامه فامن به..

وذلك أن زهيرا فيما زعموا كان يجالس أهل الكتاب فسمع منهم أنه قد آن مبعثه- صلى الله عليه وسلم-، ورأى زهير فى منامه أنه قد مد سبب من السماء، وأنه قد مد يده ليتناوله، ففاته فأوله بالنبى الذى يبعث فى آخر الزمان، وأنه لا يدركه، وأخبر بنيه بذلك، وأوصاهم إن أدركوه أن يسلموا.

قال ابن إسحاق: ولما قدم- صلى الله عليه وسلم- من الطائف، كتب بجيرا بن زهير إلى أخيه كعب: إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قتل رجالا بمكة ممن كان يهجوه، وإن من بقى من شعراء قريش كابن الزبعرى وهبيرة بن أبى وهب قد هربوا فى كل


(١) انظرها فى «الطبقات الكبرى» لابن سعد (٢/ ١٢٤) .
(٢) انظرها فى «السيرة النبوية» لابن هشام (٢/ ٥٠١- ٥١٥) .