للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونزل لتسع وعشرين فقالوا: يا رسول الله إنك آليت شهرا، فقال: «إن الشهر يكون تسعا وعشرين» «١» .

ثم بعث أبا موسى ومعاذا إلى اليمن قبل حجة الوداع. كل واحد منهما على مخلاف. قالوا: واليمن مخلافان، ثم قالوا: «يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا» «٢» . وقال لمعاذ: «إنك ستأتى قوما أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا ألاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات فى كل يوم وليلة. فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» «٣» . رواه البخارى.

والمخلاف: - بكسر الميم وسكون المعجمة وآخره فاء- بلغة أهل اليمن الكورة والإقليم والرستاق.

وكانت جهة معاذ العليا إلى صوب عدن، وكان من عمله الجند- بفتح الجيم والنون- وله بها مسجد مشهور. وكانت جهة أبى موسى السفلى.

ثم أرسل خالد بن الوليد «٤» قبل حجة الوداع أيضا، فى ربيع الأول سنة


(١) صحيح: أخرجه البخارى (١٩١١) فى الصوم، باب: قول النبى- صلى الله عليه وسلم-: «إذا رأيتم الهلال فصوموا» ، من حديث أنس- رضى الله عنه-، وهو عند مسلم (١٠٨٣) فى الصيام، باب: الشهر يكون تسعا وعشرين من حديث عائشة- رضى الله عنهما-، و (١٠٨٤) من حديث جابر- رضى الله عنه-.
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (٣٠٣٨) فى الجهاد والسير، باب: ما يكره من التنازع والاختلاف فى الحرب، ومسلم (١٧٣٣) فى الجهاد والسير، باب: فى الأمر بالتيسير وترك التنفير، من حديث أبى موسى الأشعرى- رضى الله عنه-.
(٣) صحيح: أخرجه البخارى (١٤٩٦) فى الزكاة، باب: أخذ الصدقة من الأغنياء وترد فى الفقراء حيث كانوا، من حديث ابن عباس- رضى الله عنهما-.
(٤) انظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (٢/ ١٢٨) .