للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عشر- وفى الإكليل: فى ربيع الآخر، وقيل: فى جمادى الأولى- إلى بنى عبد المدن بنجران فأسلموا.

ثم أرسل على بن أبى طالب إلى اليمن «١» فى شهر رمضان سنة عشر من الهجرة، وعقد له لواء وعممه بيده.

وأخرج أبو داود وأحمد والترمذى من حديث على قال: بعثنى النبى صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن فقلت: يا رسول الله تبعثنى إلى قوم أسن منى وأنا حديث السن لا أبصر القضاء. قال: فوضع يده فى صدرى وقال: «اللهم ثبت لسانه واهد قلبه» ، وقال: «يا على إذا جلس إليك الخصمان، فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر» «٢» . الحديث.

فخرج فى ثلاثمائة، ففرق أصحابه فأتوا بنهب وغنائم ونساء وأطفال ونعم وشاء وغير ذلك. ثم لقى جمعهم فدعاهم إلى السلام فأبوا. ورموا بالنبل، ثم حمل عليهم على بأصحابه فقتل منهم عشرين رجلا فتفرقوا وانهزموا فكف عن طلبهم، ثم دعاهم إلى الإسلام فأسرعوا وأجابوا، وبايعه نفر من رؤسائهم على الإسلام وقالوا نحن على من وراءنا من قومنا، وهذه صدقاتنا فخذ منها حق الله.

ثم قفل فوافى النبى- صلى الله عليه وسلم- بمكة قد قدمها للحج سنة عشر.

ثم حج- صلى الله عليه وسلم- حجة الوداع «٣» ، وتسمى حجة الإسلام، وحجة البلاغ، وكره ابن عباس أن يقال: حجة الوداع.

وكان- صلى الله عليه وسلم- قد أقام بالمدينة يضحى كل عام ويغزو المغازى، فلما كان


(١) انظر «الطبقات الكبرى» لابن سعد (٢/ ١٢٨) .
(٢) حسن: أخرجه أبو داود (٣٥٨٢) فى الأقضية، باب: كيف القضاء، والترمذى (١٣٣١) فى الأحكام، باب: ما جاء فى القاضى لا يقضى بين الخصمين حتى يسمع كلامهما، وابن ماجه (٢٣١٠) فى الأحكام، باب: التغليظ فى الحيف والرشوة، وأحمد فى «مسنده» (١/ ٨٣ و ٨٨ و ١١١ و ١٤٩) ، والحديث حسنه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن أبى داود» .
(٣) انظرها فى «الطبقات الكبرى» لابن سعد (٢/ ١٣٠) .