«الحماد» أى الكثير الحمد، فإنه- صلى الله عليه وسلم- كان أكثر الناس حمدا لربه، فلو كان اسمه أحمد باعتبار حمده لربه لكان الأولى به الحماد، كما سميت بذلك أمته. وأيضا فإن هذين الاسمين إنما اشتقا من أخلاقه وخصائله المحمودة التى لأجلها استحق أن يسمى محمدا وأحمد.
وقال القاضى عياض- فى باب تشريفه تعالى له- عليه الصلاة والسلام- بما سماه به من أسمائه الحسنى-: أحمد بمعنى أكبر، من حمد، وأجل: من حمد.
ثم إن فى اسمه «محمد» خصائص:
منها: كونه على أربعة أحرف ليوافق اسم الله تعالى اسم محمد، فإن عدد الجلالة على أربعة أحرف كمحمد.
ومنها: أنه قيل: إن مما أكرم الله به الآدمى أن كانت صورته على شكل كتب هذا اللفظ، فالميم الأول رأسه، والحاء جناحاه، والميم سرته والدال رجلاه. قيل: ولا يدخل النار من يستحق دخولها- أعاذنا الله منها- إلا ممسوخ الصورة إكراما لصورة اللفظ.
حكاهما ابن مرزوق، والأول: ابن العماد فى كتاب كشف الأسرار.
ومنها: أنه تعالى اشتقه من اسمه «المحمود» كما قال حسان بن ثابت:
أغر عليه للنبوة خاتم ... من الله من نور يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبى إلى اسمه ... إذا قال فى الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد
وأخرج البخارى فى تاريخه الصغير من طريق على بن زيد قال: كان أبو طالب يقول:
وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد
وقد سماه الله تعالى بهذا الاسم قبل الخلق بألفى ألف عام، كما ورد من حديث أنس بن مالك، من طريق أبى نعيم فى مناجاة موسى.