للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما «البرهان» فقال تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ «١» قيل: هو محمد- صلى الله عليه وسلم-، وقيل معجزاته وقيل القرآن.

وأما «النقيب» فروى أنه- صلى الله عليه وسلم- لما مات نقيب بنى النجار أبو أمامة أسعد بن زرارة وجد عليه- صلى الله عليه وسلم- ولم يجعل عليهم نقيبا بعده، وقال: أنا نقيبكم فكانت من مفاخرهم، والنقيب هو شاهد القوم وناظرهم وضمينهم.

وأما «الجبار» فسمى به فى مزامير داود، فى قوله فى مزمور أربعة وأربعين. تقلد أيها الجبار سيفك، فإن ناموسك وشرائعك مقرونة بهيبة يمينك، لأنه الجبار الذى جبر الخلق بالسيف على الحق، وصرفهم عن الكفر جبرا، قال القاضى عياض: وقد نفى الله تعالى عنه جبرية التكبر التى لا تليق به فقال: وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ «٢» .

وأما «الشاهد» و «الشهيد» فسماه الله بهما فى قوله: إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً «٣» أى على من بعثت إليهم بتصديقهم وتكذيبهم، ونجاتهم وضلالهم.

وقوله: وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً «٤» روى أن الأمم يوم القيامة يجحدون تبليغ الأنبياء، فيطالبهم الله ببينة التبليغ- وهو أعلم بهم- إقامة للحجة على المنكرين، فيؤتى بأمة محمد- صلى الله عليه وسلم- فيشهدون، فتقول الأمم:

من أين عرفتهم؟ فيقولون علمنا ذلك بإخبار الله فى كتابه الناطق على لسان نبيه الصادق، فيؤتى بمحمد- صلى الله عليه وسلم- فيسأل عن حال أمته، فيشهد بعدالتهم، وهذه الشهادة وإن كانت لهم لما كان الرسول كالرقيب المهيمن على أمته عدى ب «على» وقدمت الصلة للدلالة على اختصاصهم بكون الرسول شهيدا عليهم. قاله البيضاوى.


(١) سورة النساء: ١٧٤.
(٢) سورة ق: ٤٥.
(٣) سورة الأحزاب: ٤٥.
(٤) سورة البقرة: ١٤٣.