للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: ناداه بالمزمل والمدثر فى أول أمره، فلما شرع خاطبه الله تعالى بالنبوة والرسالة.

وأما «طّه» فروى النقاش «١» عنه- عليه الصلاة والسلام-: لى فى القرآن سبعة أسماء فذكر منها طّه. وقيل: هو اسم الله، وقيل معناه: يا رجل، وقيل: يا إنسان. وقيل: يا طاهر يا هادى يعنى النبى- صلى الله عليه وسلم-، وهو مروى عن الواسطى، وقيل معناه: يا مطمع الشفاعة للأمة، ويا هادى الخلق إلى الملة، وقيل: الطاء فى الحساب بتسعة والهاء بخمسة وذلك أربعة عشر فكأنه قال: يا بدر، وهذه من محاسن التأويل، لكن المعتمد أنهما من أسماء الحروف.

وأما «يس» فحكى أبو محمد مكى أنه روى عنه- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لى عند ربى عشرة أسماء ذكر منها «يس» . وقد قيل معناه: يا إنسان بلغة طىء، وقيل بالحبشية، وقيل بالسريانية، وأصله كما قاله البيضاوى وابن الخطيب وغيرهما: يا أنيسين: فاقتصر على شطره لكثرة النداء به وقيل ياسين. لكن تعقب بأنه لا يعلم أن العرب قالوا فى تصغيره أنيسين، وأن الذى نقل عنهم فى تصغيره أنيسيان، بياء بعدها ألف، وبأن التصغير من التحقير الممتنع فى حق النبوة لنصهم على أن التصغير لا يدخل فى الأسماء المعظمة شرعا.

ويأتى مزيد بيان لذلك إن شاء الله تعالى فى الفصل الرابع من النوع الخامس من أنواع المقصد السادس. وعن ابن الحنفية: معناه يا محمد، وعن أبى العالية: يا رجل، وعن أبى بكر الوراق: يا سيد البشر، وعن جعفر الصادق:

يا سيد مخاطبة له- عليه الصلاة والسلام-، وفيه من تعظيمه على تفسير أنه يا سيد ما فيه.

وأما «الفجر» فقال ابن عطاء فى قوله تعالى: وَالْفَجْرِ (١) وَلَيالٍ عَشْرٍ «٢» الفجر محمد- صلى الله عليه وسلم-، لأن منه تفجر الإيمان.


(١) تقدم القول فيه، أنه ضعيف الحديث، وإن كان إماما فى القراآت.
(٢) سورة الفجر: ١، ٢.