للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو تأويل غريب لم ير لغيره، والصواب أنه الفجر المفسر بالصبح فى قوله تعالى: وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ «١» .

وأما «القوى» فقال الله تعالى: ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ «٢» قيل محمد، وقيل جبريل- عليهما الصلاة والسلام-، وسيأتى فى المقصد السادس ما فى ذلك.

وأما ما قاله ابن عطاء فى قوله: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ «٣» أقسم بقوة قلب حبيبه محمد- صلى الله عليه وسلم- حيث حمل الخطاب والمشاهدة ولم يؤثر ذلك فيه لعلو حاله، فلا يخفى ما فيه.

وأما «النجم» فعن جعفر بن محمد بن الحسين فى تفسير قوله تعالى:

وَالنَّجْمِ «٤» أنه محمد- صلى الله عليه وسلم- إِذا هَوى إذا نزل من السماء ليلة المعراج. وحكى السلمى فى قوله: تعالى وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (١) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (٢) النَّجْمُ الثَّاقِبُ «٥» أن النجم هنا أيضا محمد- صلى الله عليه وسلم-.

والصحيح: أن المراد به النجم على ظاهره، وسمى به- عليه السّلام- لأنه يهتدى به فى طرق الهدى كما يهتدى بالنجم.

وأما «الشمس» فسمى بها- صلى الله عليه وسلم- لكثرة نفعه، وعلو رفعته، وظهور شريعته، وجلالة قدره وعظم منزلته، لأنه لا يحاط بكماله، حتى لا يسع الرائى له أن ينظر إليه ملء عينيه إجلالا له، كما أن الشمس فى الرتبة أرفع من غالب الكواكب لأنها فى السماء السادسة والانتفاع بها أكثر من غيرها، كما لا يخفى، ولا يدركها البصر لكبر جرمها، وأيضا فلما كان سائر


(١) سورة التكوير: ١٨.
(٢) سورة التكوير: ٢٠.
(٣) سورة ق: ١.
(٤) سورة النجم: ١.
(٥) سورة الطارق: ١- ٣.