للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكواكب تستمد من نورها ناسب تسميته- عليه الصلاة والسلام- بها، لأن نور الأنبياء مستمد من نوره «١» .

وأما «النبى» و «الرسول» فمن خصائصه- عليه الصلاة والسلام- أنه خاطبه تعالى بهما فى القرآن دون سائر أنبيائه.

ثم إن النبوءة بالهمز مأخوذة من النبأ، وهو الخبر، وقد لا يهمز تسهيلا. أى أن الله أطلعه على غيبه وأعلمه أنه نبيه، فيكون نبيّا منبأ، أو يكون مخبرا عما بعثه الله به ومنبئا بما أطلعه الله عليه. وبغير الهمزة يكون مشتقّا من النبوة وهو ما ارتفع من الأرض، أى أن له رتبة شريفة ومكانة عند الله منيفة. قال الشيخ بدر الدين الزركشى فى شرح البردة. وكان نافع يقرأ:

النبىء- بالهمز- فى جميع القرآن. والاختيار تركه.

وهو لغة النبى- صلى الله عليه وسلم-، وقد جاء فى الحديث أن رجلا قال: يا نبىء الله- يعنى بالهمز- فقال له: «لست نبىء الله، ولكنى نبى الله» «٢» فأنكر الهمز لأنه لم يكن من لغته- عليه الصلاة والسلام-.

وقال الجوهرى والصاغانى: إنما أنكر لأن الأعرابى أراد: يا من خرج من مكة إلى المدينة، يقال: نبأت من أرض إلى أرض إذا خرجت منها إلى أخرى.

وتكلم جماعة من القراء فى هذا الحديث: وقد رواه الحاكم فى المستدرك عن أبى الأسود عن أبى ذر، وقال: صحيح على شرط الشيخين، وفيما قاله نظر فإن فيه حسينا الجعفى، كذا قاله بعضهم وليس من شرطهما. ورواه أبو عبيد: حدثنا محمد بن سعد عن حمزة الزيات عن حمران بن أعين أن رجلا ... الحديث، وهذا منقطع. انتهى.

والرسول: إنسان بعثه الله إلى الخلق بشريعة مجددة يدعو الناس إليها.


(١) قلت: فى هذا الكلام نظر، وبخاصة أن هذا الاسم لم يثبت أصلا.
(٢) ضعيف: أخرجه الحاكم فى «المستدرك» (٢/ ٢٥١) ، من حديث أبى ذر- رضى الله عنه-، وصححه، إلا أن الحافظ الذهبى تعقبه قائلا: بل منكر لم يصح.