للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عباس: كان- صلى الله عليه وسلم- إذا نام نفخ «١» . وعن حذيفة كان- صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشه قال: «باسمك اللهم أموت وأحيا» «٢» . وقالت عائشة: كان يجمع كفيه فينفث فيهما ويقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ «٣» وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ «٤» وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ «٥» ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده. يصنع ذلك ثلاث مرات «٦» . وقال أنس: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشه قال: «الحمد لله الذى أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، وكم ممن لا كافى له ولا مؤوى» «٧» . روى ذلك الترمذى.

وكان- صلى الله عليه وسلم- تنام عينه ولا ينام قلبه «٨» ، رواه البخارى من حديث عائشة، قاله لها- عليه الصلاة والسلام- لما قالت له: أتنام قبل أن توتر، وإنما كان- صلى الله عليه وسلم- لا ينام قلبه لأن القلب إذا قويت فيه الحياة لا ينام إذا نام البدن، وكمال هذه الحالة لنبينا- صلى الله عليه وسلم-، ولمن أحيا الله قلبه بمحبته واتباع رسوله من ذلك جزء، بحسب نصيبه منها، فمستيقظ القلب وغافله، كمستيقظ البدن ونائمه، وإلى هذا الذى ذكرته أشار صاحب المعارف العلية والحقائق السنية سيدى على ابن سيدى محمد وفا:

عينى تنام لكن قلبى والله ما ينام


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٦٩٨) فى الأذان، باب: إذا قام الرجل عن يسار الإمام، ومسلم (٧٦٣) فى صلاة المسافرين، باب: الدعاء فى صلاة الليل وقيامه. (٢) صحيح: أخرجه البخارى (٦٣١٢) فى الدعوات، باب: ما يقول إذا نام. (٣) سورة الإخلاص: ١. (٤) سورة الفلق: ١. (٥) سورة الناس: ١. (٦) صحيح: أخرجه البخارى (٨/ ٥٠) فى فضائل القرآن، باب: فضل المعوذات. (٧) صحيح: أخرجه مسلم (٥/ ٢٧) فى الذكر والدعاء، باب: ما يقول عند النوم وأخذ المضجع. (٨) صحيح: أخرجه البخارى (٣٥٦٩) فى المناقب، باب: كان النبى- صلى الله عليه وسلم- تنام عيناه ولا ينام قلبه.