للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بيثرب يخبر الناس بأنباء ما سبق قال: فأقبل الراعى يسوق غنمه حتى دخل المدينة، فزواها إلى زواياها، ثم أتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فأمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فنودى بالصلاة جامعة، ثم خرج فقال للأعرابى:

«أخبرهم» «١» فأخبرهم.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه أبو سعد المالينى والبيهقى. وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم فى الدلائل. وأما حديث أبى هريرة، فرواه سعيد بن منصور فى سننه قال: جاء الذئب فأقعى بين يدى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وجعل يبصبص بذنبه فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «هذا وافد الذئاب جاء يسألكم أن تجعلوا له من أموالكم شيئا» قالوا: والله لا نفعل، وأخذ رجل من القوم حجرا رماه به، فأدبر الذئب وله عواء، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «الذئب وما الذئب» «٢» .

وروى البغوى فى شرح السنة وأحمد وأبو نعيم بسند صحيح عن أبى هريرة أيضا قال: جاء ذئب إلى راعى غنم فأخذ منه شاة، فطلبه الراعى حتى انتزعها منه، قال فصعد الذئب على تل فأقعى واستثفر وقال: عمدت إلى رزق رزقنيه الله أخذته ثم انتزعته منى فقال الرجل: تالله إن رأيت كاليوم ذئب يتكلم، فقال الذئب: أعجب من هذا رجل فى النخلات بين الحرتين يخبركم بما مضى وما هو كائن بعدكم، ولا تتبعونه، قال: وكان الرجل يهوديّا فجاء إلى النبى- صلى الله عليه وسلم- فأخبره وأسلم فصدقه النبى ثم قال: «إنها أمارات بين يدى الساعة، قد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى يحدثه نعلاه وسوطه بما


(١) صحيح: أخرجه أحمد فى «المسند» (٣/ ٨٣ و ٨٨) ، وابن حبان فى «صحيحه» (٦٤٩٤) ، والحاكم فى «المستدرك» (٤/ ٥١٤) ، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وهو كما قال.
(٢) حديث أبى هريرة أصله عند البخارى (٣٦٦٣) فى المناقب، باب: قول النبى- صلى الله عليه وسلم-: «لو كنت متخذا خليلا» ، ومسلم (٢٣٨٨) فى فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبى بكر الصديق- رضى الله عنه-، وهو بلفظه عند البيهقى فى «دلائل النبوة» (٦/ ٤٠) .