للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشهادة، وأن لا يغتابوا أحدًا وأن يتناصفوا في المعيشة، ثم جلسوا مرة ثانية لذلك وتواعدوا ثالثة فلم يتفق اجتماعهم، ولم يقطع أحد من مركزه.

وفي يوم الأربعاء الخامس والعشرين منه عُقد مجلس في دار ابن صَصْرَى لبدر الدين بن بصخان (١)، وأنكر عليه شيء من القراءات، فالتزم بترك الإقراء بالكلية، ثم استأذن بعد أيام في الإقراء فأذن له فجلس بين الظهر والعصر بالجامع وصارت له حلقة على العادة

وفي منتصف رجب توفي نائب حلب الأمير سيف الدين سودي ودفن بتربته، وولّي مكانه علاء الدين الطِّنْبُنَا الصَّالحي الحاجب بمصر، قبل هذه النيابة (٢).

وفي تاسع شعبانَ خُلع على الشريف شرف الدين بن عدنان بنقابة الأشراف بعد والده أمين الدين جعفر توفي في الشهر الماضي (٣).

وفي خامس شوال دفن الملك شمس الدين ذُوباج (٤) بن مَلِكُشاه بن رستم صاحب كيلان بتربته المشهورة به بسفح قاسيون (٥)، وكان قد قصد الحجَّ في هذا العام، فلما كان بِقُبَاقِبَ (٦) أدركته منيَّتُه يوم السبت سادس عِشْري رمضانَ فحمل إلى دمشق، وصلّي عليه ودفن في هذه التربة، اشتريت له وتُمّمت وجاءت حسنة وهي مشهورة عند المكارية شرقي الجامع المظفري، وكان له في مملكة كيلان خمسةٌ وعشرون سنة، وعمر أربعًا وخمسين سنة، وأوصى أن يحج عنه جماعةٌ، ففعل ذلك وخرج الركب في ثالث شوال وأميره شمس (٧) الدين سنقر الإبراهيمي، وقاضيه محيي الدين قاضي الزبداني (٨).

وفي يوم الخميس سابع ذي القعدة قدم القاضي بدر الدين بن الحداد من القاهرة متولّيًا حسبة دمشق، فخُلع عليه عوضًا عن فخر الدين سليمان البصراوي، عُزل فسافر سريعًا إلى البرية ليشتري خيلًا للسلطان


(١) في ط: بضيان.
(٢) الدرر الكامنة (٢/ ١٧٩) والنجوم الزاهرة (٩/ ٢٢٩)، وسيأتي ذكره في الوفيات.
(٣) ليست في ب: وفيه: جعفر بن محمد بن عدنان الحسيني بحكم وفاة أبيه في الشهر الماضي وقد كان رئيسًا كبيرًا.
(٤) في الأصل وط: دوباح بدال وحاء مهملتين.
(٥) هي: التربة الذوباجية الجيلانية. منادمة الأطلال (ص ٣٣٤ - ٣٣٥)
(٦) في الأصل وط و أ: غباغب القرية المشهورة في أول حوران مما يلي دمشق.
والصواب ما أثبتناه عن الدارس (٢/ ٢٤٥) ومن منادمة الأطلال (ص ٣٣٥). ففيه: "مات بقباقب من ناحية تدمر".
وفي ياقوت: هو ماء لبني تغلب خلف البشر من أرض الجزيرة، أما في الدرر فهي منزلة من الرحبة إلى جهة دمشق.
أقول: ولو كانت غباغب لقال: ورجعوا به إلى دمشق، أما قوله: فحمل إلى دمشق يؤيد ما أثبتناه.
(٧) في ط: سيف.
(٨) هو الحسن بن محمد بن عمار. سيأتي في وفيات سنة (٧٢٥ هـ).

<<  <   >  >>