للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إقطاعه النصف خاصًّا له، وفي النصف الآخَر يكون لأجناده، فحصل بهذا رفق عظيم للجند، وعدلٌ كثير ولله الحمد، وأن يتجهز الأجناد ويحرصوا على السَّبق والرمي بالنشاب، وأن يكونوا مستعدين، متى استُنْفروا نَفَروا، فاستعدُّوا لذلك، وتأهَّبوا لقتال الفرنج، كما قال الله تعالى: ﴿﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ [الأنفال: ٦٠] الآية. وثبت في الحديث أن رسول الله قال على المِنْبر: "ألا إِنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ" (١).

وفي الحديث الآخَر: "ارْمُوا وَارْكَبُوا، وأَنْ تَرْمُوا أَحبُّ إليَّ" (٢).

وفي يوم الإثنين رابعه استناب قاضي القضاة تاج الدين السُّبكي بدر الدين حسن الزُّرعي معيد الناصرية.

وفي صبيحة يوم الثلاثاء عمل قاضي القضاة تاج الدين مَأَدَبةً بالمدرسة العادلية حافلة هائله. وحضرها نائب السلطنة وقضاة القضاة سوى الحنبلي، ذُكر أنه رجع، وخلقٌ من الحجبة والأمراء والولاة وأرباب الدولة وغيرهم. وقد دُعيت إليها فحضرتها في خلق من العلماء والمدرسين والفقهاء (٣).

وفي يوم الإثنين بعد الظهر عقد مجلس بدار السعادة للكشف على قاضي القضاة جمال الدين المَرْدَاوي الحنبلي بمقتضى مرسوم شريف ورد من الديار المصرية بذلك، وذلك بسبب ما يعتمده كثير من شهود مجلسه من بيع أوقاف لم يستوف فيها شرائط المذهب، وإثبات إعسارات أيضًا كذلك وغير ذلك انتهى.

الوقعة بين الأمراء بالديار المصرية (٤):

وفي العشر الأخير من هذا الشهر ورد الخبر بأن الأمير الكبير يَلْبُغا الخاصكي خرج عليه جماعة من الأمراء مع الأمير سيف الدين طَيْبغا الطَّويل، فبرز إليهم إلى قبة القصر فالتقَوْا معه هنالك، فقتل جماعة وجرح آخرين، وانفصل الحال على مسك طَيْبُغا الطويل وهو جريح، ومسك أرغُون الإسْعَرْدي (٥)


(١) رواه مسلم رقم (١٩١٧) في الإمارة باب: فضل الرمي والحث عليه، وذم من علمه ثم نسيه ولفظه فيه:
عن عقبة بن عامر يقول: سمعتُ رسول الله وهو على المِنبر، يقول: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوّة. ألا إنّ القوة الرمي، ألا إنّ القوة الرمي، ألا إنّ القوة الرمي".
(٢) وهو جزء من حديث طويل، رواه أحمد في مسنده (٤/ ١٤٤ و ١٤٦) وأبو داود رقم (٢٥١٣) والترمذي رقم (١٦٣٧) وابن ماجه رقم (٢٨١١) من حديث عقبة بن عامر الجهني ، وأوله: "إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة، صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومُنْبِلُه، وارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إليَّ من أن تركبوا. . ." الحديث، وهو حديث حسن بطرقه وشواهده.
(٣) ليست في أ و ب وط. وهي في الأصل من قوله: وفي يوم الإثنين رابعه، استناب.
(٤) النجوم الزاهرة (١١/ ٣٠ - ٣٢) والذيل التام (٢١٠ - ٢١١).
(٥) في ط: السِّعردي، وأثبتنا ما في النجوم (١١/ ٣١).

<<  <   >  >>