للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلك التوتة، وأخذوا أوراقها للاستشفاء من الوباء، ولكن لم يظهر صدق ذلك المنام، ولا يصح عمن يرويه] (١).

شهر ذي القعدة، أوَّله السبت، وفي يوم الجمعة سابعه خطب بجامع دمشق قاضي القضاة تاج الدين السُّبكي خطبة بليغة فصيحة أدَّاها أداءً حسنًا، وقد كان يخشى من طائفة من العوام أن يشوشوا، فلم يتكلم أحد منهم، بل ضجوا عند الموعظة وغيرها، وأعجبهم الخطيب وخطبته وأداؤه وتبليغه ومهابته، واستمر يخطب هو بنفسه.

وفي يوم الخميس ثالث عشره ورد توقيع بالوكالة من الديار المصرية بالوكالة للقاضي جمال الدين الرهاوي، وهنّأه الناس بذلك (٢).

وفي يوم الثلاثاء ثامن عشرة توفي. الصاحب تقي الدين سُليمان (٣) بن مَرَاجِل ناظر الجامع الأموي وغيره، وقد باشر نظر الدواوين بدمشق وبمصر، ونظر الإسكندرية، ثم عاد إلى نظر الجامع في أيام تنكر، وعمر الجانب الغربي من الحائط القبلي، وكمل رخامه كله، وفتق محرابًا للحنفية في الحائط القبلي، ومحرابًا للحنابلة فيه أيضًا في غربيه، وأثر أشياء كثيرة فيه، وكانت له همَّة، ويُنسب إلى أمانةٍ وصرامةٍ ومباشرة مشكورة مشهورة، ودُفن بتربة أنشأها تجاه داره بالقُبَيْبَات ، وقد جاوز الثمانين.

وفي يوم الأربعاء تاسع عشره توفّي الشيخ بهاء الدين عبد الوهاب (٤) الإخميمي المصري، إمام مسجد دَرْب الحَجَر (٥) وصُلِّيَ عليه بعد العصر بالجامع الأموي، ودفن بزاوية ابن السراج (٦) عند الطيوريين (٧) بزاوية لبعض الفقراء الخزنة هناك، وقد كان له يد في علم أصول الفقه، وصنف في الكلام كتاب (٨) مشتملًا على أشياء مقبولة وغير مقبولة انتهى.

دخول نائب السلطنة مَنْكُلي بُغَا:

في يوم الخميس السابع والعشرين منه دخل نائب السلطنة مَنْكلي بغا من حلب إلى دمشق نائبًا عليها في


(١) ما بين الحاصرتين ليس في الأصل، واستدركته من ط.
(٢) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل.
(٣) ترجمته في الذيل للحسيني ص (٣٦٥) والوفيات لابن رافع (٢/ ٢٧٨) وتاريخ ابن قاضي شهبة (٣/ ٢٣٠) والدرر الكامنة (٢/ ١٥٩) والنجوم الزاهرة (١١/ ١٨).
وهو: سليمان بن علي بن عبد الرحيم بن مراجل الدمشقي.
(٤) ترجمته في الذيل للحسيني ص (٣٦٥) والدرر الكامنة (٢/ ٤٢٥) والذيل التام (١/ ١٩٨).
(٥) الدارس (٢/ ٣١٨) وهناك في درب الحجر أكثر من مسجد.
(٦) في ط: بقصر ابن الحلاج، وأثبتنا ما في الذيل للحسيني والدارس (٢/ ٢٨٩) نقلًا عن الحسيني أيضًا.
(٧) عند الصَّاغة العتيقة.
(٨) هو: المنقذ من الزلل في القول والعمل. الذيل للحسيني، والذيل التام.

<<  <   >  >>