للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نيابةُ تَنْكِز على الشّام (١)

في يوم الخميس العشرين من ربيع الآخر دخل الأمير سيف الدين تنكز بن عبد الله الملكي (٢) الناصري نائبًا على دمشق بعد مسك نائب الكرك (٣) ومعه جماعة من مماليك السلطان منهم الحاج أَرُقْطَاي (٤) على خبز بيبرس العلائي، وخرجَ النَّاس لتلقيه وفرحوا به كثيرًا، ونزل بدار السعادة، ووقع عند قدومه مطر (٥) عظيم، وكان ذلك اليوم يوم الرابع والعشرين من آب، وحضر يوم الجمعة الخطبة بالمقصورة وأشعلت له الشُّموع في طريقه، وجاء توقيع لابن صَصْرَى بإعادة قضاء العسكر إليه، وأن يَنْظُر الأوقاف فلا يشاركه أحد في الاستنابة في البلاد الشامية على عادة من تقدمه من قضاة الشافعية.

وجاء مرسوم لشمس الدين أبي طالب بن حُميد (٦) بنظر الجيش عوضًا عن ابن شيخ السلامية بحكم إقامته بمصر.

ثم بعد أيام وصل الصدر معين الدين (٧) هبة الله بن حشيش (٨) ناظر الجيش وجعل ابن حميد بوظيفة ابن البدر، وسافر ابن البدر على نظر جيش طرابلس.

وتولى أَرْغُون نيابة مصر (٩).

وعاد فخر الدين كاتب المماليك إلى وظيفته مع استمرار قطب الدين ابن شيخ السلامية أيضًا مباشرًا معه.

وفي هذا الشهر قام الشَّيخ محمد بن قَوَّام (١٠) وجماعةٌ من الصَّالحين على ابن نهرة (١١) المغربي الذي كان يتكلم بالكلاسة، وكتبوا عليه محضرًا يتضمَّن استهانته بالمُصحف، وأنه يتكلم في أهل العلم،


(١) الخبر في: فوات الوفيات (١/ ٢٥١) والدرر الكامنة (١/ ٥٢٥) والنجوم الزاهرة (٩/ ٣٤) والبدائع (١/ ٤٤١).
(٢) في أوط: الحسامي.
(٣) أي: جمال الدين آقوش.
(٤) أَرُقْطاي القفجي المشهور بالحاج، ولي بعد ذلك نيابات عديدة إلى أن توفي سنة (٧٥٠ هـ) الدرر الكامنة (١/ ٣٥٤).
(٥) في ط: من مصر فرح.
(٦) هو: أبو طالب بن عباس بن أبي طالب بن أحمد بن حميد شمس الدين، توفي سنة (٧٤١ هـ) الدرر الكامنة (٢/ ٢١٥)
(٧) في أ: شمس الدين. وأثبتنا ما في الدرر (٤/ ٤٠٣) وكذلك في الشذرات (٦/ ٩٢).
(٨) في ط: خشيش بالخاء.
(٩) ليست في ب، والذي فيها: في جمادى الأولى وصل البريد بمباشرة الأمير سيف الدين أرغون.
(١٠) سيأتي في وفيات سنة (٧١٨ هـ).
(١١) في ط: ابن زهرة.

<<  <   >  >>