للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم انصرف بهاء الدين إلى المدرسة العادلية الكبيرة فدرّس بها قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ [النساء: ٥٨] الآية.

شهر رمضان المعظم، أوّله الأربعاء، في مستهلّه استناب قاضي القضاة بهاء الدين أبو البقاء الشافعي قريبه القاضي بدر الدين بن أبي الفتح الذي كان نائبًا لخاله قاضي القضاة تاج الدين بن السُّبكي والنائب الثاني عماد الدين الحسباني، وحكما يومئذٍ.

ثم استناب بعدهما بيوم القاضي شمس الدين بن شهبة، واستمرّ به أيضًا (١).

وفي صبيحة يوم الأربعاء ثامن شهر رمضان دخل القاضي المالكي من الديار المصرية فلبس الخلعة يومئذ ودخل المقصورة من الجامع الأموي وقُرئ تقليدُه هنالك بحضرة القضاة والأعيان، قرأه الشيخ نور الدين بن الصّارم المحدث، وهو قاضي القضاة شرف الدين أحمد بن الشيخ شهاب الدين عبد الرحمن بن الشيخ شمس الدين محمد بن عسكر العراقي البغدادي، قدم الشّام مرارًا، ثم استوطن الديار المصرية بعدما حكم ببغداد نيابةً عن قطب الدين الأخوي، ودرس بالمُسْتَنصريّة بعد أبيه، وحكم بدمياط أيضًا ثم نُقل إلى قضاء المالكية بدمشقَ، وهو شيخ حسن، كثيرُ التودُّد، ومسدّد العبارة، حسن البشر عند اللقاء، مشكور في مباشرته عفة ونزاهة، وكرم [خلق]، الله يوفقُّه ويسدِّدُه (٢).

وبعد بيوم قدم القاضي أمين الدين بن عبد الحق الحنفي من الديار المصرية، فلبس الخلعة يومئذٍ بحسبة دمشق عوضًا عن علاء الدين الأنصاري مدرَّس الأمينية، ودار في البلد على العادة (٣).

مسك الأمير صَرْغَتْمُش (٤) أَتَابك الأمراء بالديار المصرية

ورد الخبر إلينا بمسكه يوم السبت الخامس والعشرين من رمضان هذا، وأنّه قُبض عليه بحضرة السلطان يوم الإثنين العشرين منه، ثم اختلفت الرواية عن قتله، غير أنَّه احتيط على حواصله وأمواله، وصُودر أصحابه وأتباعُه، فكان فيمن ضُرب وعُصر تحت المصادرة القاضي ضياء الدين (٥) بن خطيب بيت الآبار، واشتهر أنّه مات تحت العقوبة، وقد كان مقصدًا للواردين إلى الديار المصرية، ولاسيَّما أهل


(١) ليست في أ و ب و ط، وهي في الأصل.
(٢) الدارس (١/ ١٦٨) و (٢/ ١٦).
(٣) ليست في أ و ب و ط وهي في الأصل.
(٤) في ط: طرغتمش وهو تطبيع.
وترجمته في الدرر الكامنة (٢/ ٢٠٦) والنجوم الزاهرة (١٠/ ٣٠٨) والذيل التام (١/ ١٦٠).
(٥) هو: ضياء الدين يوسف بن أبي بكر بن خطيب بيت الآبار. مات سنة (٧٦١) هـ الدرر (٤/ ٤٨٢) والنجوم الزاهرة (١٠/ ٣٣٧) والذيل التام (١/ ١٦٣) وفي الذيل للحسيني (٣٢١) هو: ضياء الدين محمد بن خطيب بيت الآبار.

<<  <   >  >>