للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسيف الدّين النَّاسخ (١): المُنادي على الكتب.

والشيخ أحمد الحَزام (٢): المقرئ على الجنائز، وكان يكرر على "التنبيه"، ويسأل عن أشياء منها ما هو حسن ومنها ما ليس بحسن.

[ثم دخلت سنة اثنتين وعشرين وسبعمئة]

استهلَّت وأرباب الولايات هم المذكورون في التي قبلها، سوى والي البر بدمشقَ فإنه علم الدين طرقشي، وقد صرف ابن سعد إلى ولاية حَوْران لشهامته وصرامته وديانته وأمانته.

وفي المحرَّم حصلت زلزلة عظيمة بدمشق، وقى الله شرَّها.

وقدم تَنْكِزُ من الحجاز ليلة الثلاثاء حاديْ عَشَرَ المحرَّم، وكانت مدة غيبته ثلاثةَ أشهر، وقدم ليلًا لئلَّا يتكلَّف أحدٌ لقدومه، وسافر نائبُ الغيبة (٣) عنه قبله بيومين لئلا يكلِّفه بهدية ولا غيرها.

وقدم مُغْلَطَاي عبد الواحد الجمدار أحد الأمراء بمصرَ بخلعة سنيّة من السُّلطان لِتَنْكِزَ فلبسها، وقبّلَ العتبة على العادة.

وفي يوم الأربعاء سادس صفر درَّس الشيخ نجم الدين القَحْفازيّ (٤) بالظَّاهرية للحنفية (٥)، وهو خطيب جامع تَنْكِز، وحضر عنده القضاة والأعيان، ودرَّس في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: ٥٨].

وذلك بعد وفاة القاضي شمس الدين بن العز الحنفي، توفي مرجعَه من الحجاز، وتولّى بعده نيابة القضاء عماد الدّين الطَّرَسُوسي (٦)، وهو زوج ابنته، وكان ينوب عنه في حال غيبته، فاستمرَّ بعده، ثم ولّي الحكم بعده، مستنيبه فيها.

وفيه قدم الخُوارزمي حاجبًا عوضًا عن كَتْبُغَا.

وفي ربيع الأول قدم إلى دمشق الشيخ قوام الدين مسعود بن الشيخ برهان الدين محمد ابن الشيخ


(١) لم أقع على ترجمة له.
(٢) لم أقع على ترجمة له.
(٣) هو ركن الدين بيبرس الحاجب.
(٤) في ط: القفجازي. وهو تحريف سبق الكلام فيه.
(٥) هي الظاهرية الجوانيّة البيبرسية. وهي نفسها التي للشافعية. منادمة الأطلال (ص ١٨١).
(٦) هو: علي بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المنعم. مات سنة (٧٤٨ هـ). الدرر الكامنة (٣/ ١٨).

<<  <   >  >>