للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البلد، الشهير بذلك، وصُلِّي عليه بالجامع بعد الظهر يومئذ، ودفن بباب الفراديس .

وفي يوم الأحد تاسعه وهو يوم عرفة حضر الإقراء بتربة أمّ الصَّالح عوضًا عن الشيخ بدر الدين بن بَصْخَان القاضي شهاب الدين أحمد بن النقيب البعلبكي (١)، وحضر عنده جماعة من الفضلاء، وبعض القضاة، وكان حضوره بغتة، وكان متمرّضًا فألقى شيئًا من القراءات والإعراب عند قوله تعالى: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ﴾ [آل عمران: ١٧٨].

وفي أواخر هذا الشهر غلا السعر جدًّا وقل الخبز، وازدحم الناس على الأفران زحمة عظيمة، وبيع خبز الشعير المخلوط بالزيوان والنقاوة (٢)، وبلغت الغرارة بمئة وستة وثمانين درهمًا، وتقلّص السعر جدًّا حتى بيع الخبز كل رطل بدرهم، وفوق ذلك بيسير، ودونه بحسب طيبه ورداءته، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وكثر السؤال وجاع العيال، وضعف كثير من الأسباب والأحوال، ولكن لطف الله عظيم فإن الناس مترقبون مغلًا هائلًا لم يسمع بمثله من مدة سنين عديدة، وقد اقترب أوانه، وشرع كثير من البلاد في حصاد الشعير وبعض القمح مع كثرة الفول وبوادر التُّوت، فلولا ذلك لكان غير ذلك، ولكن لطف الله بعباده، وهو الحاكم المتصرّف الفعّال لما يريد لا إله إلا هو.

[ثم دخلت سنة أربع وأربعين وسبعمئة]

استهلَّت هذه السنة وسلطان المسلمين الملك الصالح عماد الدُّنيا والدين إسماعيل بن الملك الناصر ناصر الدين محمد بن الملك المنصور سيف الدين قلاوون الصالحي.

ونائبه بالديار المصرية الأمير سيف الدين آقْسُنقر السَّلاري (٣). وقضاته بها هم المتقدم ذكرهم في العام الماضي.

ونائبه بدمشق الأمير سيف الدين طُقْزدَمِر الحموي، وقضاته هم المتقدم ذكرهم، وكذلك الصاحب.

(والخطيب وناظر الجامع والخزانة، وشادّ الدواوين والأوقاف والولاية، أما وكالة بيت المال مفوّضة إلى القاضي شرف الدين بن الشهاب محمود، والحسبة إلى القاضي علاء الدين بن الأطروش المصري، ونظر الأوقاف إلى القاضي شهاب الدين بن البارزي، وكاتب السر القاضي بدر الدين بن فضل الله،


= ترجمته في الذيل ص (٢٣٥) والوفيات لابن رافع (١/ ٤٣٩ - ٤٤٠) والدرر الكامنة (٣/ ٣٠٩) وغاية النهاية (٢/ ٥٧) وفيه: بضحان، مصحف.
وهو: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بَصْخَان.
(١) مات سنة (٧٦٤) هـ. ترجمته في غاية النهاية (١/ ٤١ و ٧٣) والدرر الكامنة (١/ ١١٥) والدارس (١/ ٣٢٤).
(٢) في ط: النقارة بالراء وهو تحريف.
(٣) النجوم (١٠/ ٨٦) وفيه: مسك في هذه السنة في العاشر من المحرّم.

<<  <   >  >>