للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الإثنين رابعه توفي الطواشيُّ شِبْل الدولة كافور (١) التَّنْكِزي (٢) ودفن صبيحة يوم الثلاثاء خامسه في تربته التي أنشأها قديمًا ظاهر باب الجابية تجاه تربة الطَّواشي ظهير الدين الخازن (٣) بالقلعة، كان قبيل مسجد الذُّبَّان .

وكان قديمًا للصاحب تقي الدين تَوْبة التكريتي (٤)، ثم اشتراه تَنْكِز بعد مدة طويلة من ابني أخيه صلاح الدين وشرف الدين بمبلغ جيد وعوّضهما إقطاعًا بزيادة على ما كان بأيديهما، وذلك رغبةً في أمواله التي حصلها من أبواب السلطنة، وقد تعصّب عليه أستاذه تنكز في وقت وصودر وجرت عليه فصول، ثم سلم بعد ذلك، ولما مات ترك أموالًا جزيلة وأوقافًا .

وخرجت التجريدة يوم الأربعاء سادسه والمقدم عليها الأمير بدر الدين بن الخطير (٥) ومعه مقدم آخر وهو الأمير علاء الدين فَرَاسُنقَر (٦).

[وفي يوم السبت سلخ هذا الشهر توفي الشَّاب الحسن شهاب الدين أحمد بن فَرَجَ المُؤَذِّن بمئذنة، العروس وكان شهيرًا بحسن الصوت ذا حظوة عظيمة عند أهل البلد، وكان كما في النفس وزيادة في حسن الصوت الرخيم المطرب، وليس في القُرَّاء ولا في المؤذنين قريب منه ولا من يدانيه في وقته، وكان في آخر وقته على طريقة حسنة، وعمل صالح، وانقطاع عن الناس، وإقبال على شأن نفسه فرحمه الله، وأكرم مثواه، وصلّي عليه بعد الظهر يومئذ، ودفن عند أخيه بمقبرة الصوفية] (٧).

وفي يوم الخميس خامس عشره طلب الأمير نجم الدين ابن الزيبق والي البر إلى دار السعادة، وحصل له ضرب وإحراق من النائب بسبب خصومة بينه وبين بعض حاشية النائب، لكنه استمر على ولايته، ثم خلع.

شهر ذي الحجة المبارك وأوّله السبت (٨).

وفي يوم الخميس خامس ذي الحجة توفي الشيخ بدر الدين أحمد بن بَصْخَان (٩) شيخ القراء السَّبعة في


(١) لعلّه ممن انفرد ابن كثير بذكره.
(٢) في ط: "السكري"، ولا معنى لها، والصواب ما أثبتناه، يدل عليه ما في الترجمة من قوله: "ثم اشتراه تنكز".
(٣) مضى ذكره في وفيات سنة (٧١٦) هـ.
(٤) توبة بن علي بن مهاجر بن شجاع التكريتي. مات سنة (٦٩٨) هـ الدارس (٢/ ٢٣٧).
(٥) هو: مسعود بن أوحد بن الخطير. تقدم ذكره.
(٦) أُخرج من القاهرة بعد وفاة أبيه في بلاد التتر إلى دمشق أمير طبلخاناة. مات سنة (٧٤٨) هـ الدرر الكامنة (٣/ ٩٥).
(٧) ما بين الحاصرتين ليس في الأصل. واستدركته من أ وب. وهو في تاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ٣١٨ - ٣١٩. نقلا عن ابن كثير.
(٨) ليست في أوب، وط، وهي في الأصل من قوله: وفي يوم الخميس.
(٩) في ط: نصحان وهو تحريف. وأثبتنا ما في مصادر ترجمته.

<<  <   >  >>