للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي ليلة الخميس العشرين منه عُملت زفةٌ لعرس دوادار نائب السّلطنة على قريبة للنائب، ودخلوا من باب الجابية إلى دار الذهب التي بناها تَنْكِز بشموع هائلة، لم يُرَ مثلُها إلّا قليل، واحتفال زائد جدًّا، واجتمع للفرجة عليها عامة أهل البلد في سوق الرمّاحين وغيره.

وفي يوم الإثنين الرابع والعشرين منه لبس قاضي القضاة نجم الدين ابن قاضي القضاة عماد الدين الطّرسوسي الحنفي خلعةُ بقضاء القضاة نزل له أبوه عنه، وجاء تقليده بذلك (١)، وحضر القضاة والأعيان صبيحة هذا اليوم بالمقصورة، وقرئ التقليدُ، ثمّ جاء الناس معه إلى النّوريّة، فجلس بمسجدها، وحكم بها، وهو شاب عمره يومئذٍ ستٌ أو سبعٌ وعشرون (٢) سنة، وشكل مليحٌ ضخم.

وفي هذا العشر الأخير من هذا الشهر وجعل الأمير قُماري نائب طرابلُس، مُقيّدًا مُحتاطًا عليه، وعلى جماعة من الأمراء وغيرهم.

وفيه اشتهر مسك الحاج أَلْمِلكِ (٣) نائب صفد - الذي كان نائبًا - بالديار المصرية (٤).

[ثم دخلت سنة سبع وأربعين وسبعمئة]

استهلّت هذه السنة وسلطان البلاد بالديار المصرية والشامية والحرمين وغير ذلك الملك الكامل سيف الدين شعبان بن الملك الناصر محمد بن الملك المنصور قلاوون، وليس له بمصر نائب.

وقضاة مصرَ هم المذكورون في التي قبلها.

ونائب دمشق الأمير سيف الدين يَلْبُغَا اليحياوي.

وقضاة دمشق هم المذكورون في التي قبلها، إلا أنّ قاضي القضاة عماد الدين إسماعيل الحنفي نزل عن القضاء لولده قاضي القضاة نجم الدين، واستقلَّ بالولاية وتدريس النُّورية، وبقي والدُه على تدريس الرَّيحانيَّة (٥).

شهر المحرم، أوّله الإثنين، وفي يوم الأربعاء عاشره حكم بالمدرسة النوريّة نيابة عن قاضي القضّاة نجم الدين القاضي عز الدين ابن الأقصرائي مدرّس العزّية البرانية مضافًا إلى نيابة القاضي شرف الدين ابن


(١) الخبر في تاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ٤٥٢ نقلًا عن ابن كثير، وليس في المطبوع منه.
(٢) في الأصل: (وعشرين). وهو غلط.
(٣) مُسِك بالديار المصرية، وكان آخر العهدية. انظر أعيان العصر ١/ ٦١٩ - ٦٢٠.
(٤) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل من قوله: وفي هذا العشر ركب الصاحب تقي الدين ..
(٥) جوار المدرسة النُّورية لغرب. الدارس (١/ ٥٢٢).

<<  <   >  >>