للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي أوله قدم قاضي القضاة تاج الدين السبكي من الديار المصرية على قضاء الشام عودًا على بدء يوم الثلاثاء رابع عشره، فبدأ بالسلام على نائب السلطنة بدار السعادة، ثم ذهب إلى دار الأمير علي (١) بالقصَّاعين فسلَّم عليه، ثم جاء إلى العادلية قبل الزوال، ثم جاءه الناس من الخاص والعام يسلمون عليه ويهنئونه بالعود، وهو يتودَّد ويترحب بهم، ثم لما كان صبح يوم الخميس سادس عشره لبس الخلعة بدار السعادة ثم جاء في أبهة هائلة إلى العادلية، فقرئ تقليده بها بحضرة القضاة والأعيان، وهناه النَّاسُ والشُّعراء والمداح (٢).

وأخبر قاضي القضاة تاج الدين بموت.

حسين (٣) بن الملك الناصر، ولم يكن بقي من بنيه لصلبه سواه، ففرح بذلك كثير من الأمراء وكبار الدولة، لما كان فيه من حِدَّة وارتكاب أمور منكرة.

وأخبر بموت:

القاضي فخر الدين سليمان (٤) ابن القاضي عماد الدين بن السيرجي (٥)، وقد كان اتفق له من الأمر أنه قلد حسبة دمشق عوضًا عن أبيه، نزل له عنها باختياره لكبره وضعفه، وخلع عليه بالديار المصرية، ولم يبق إلا أن يركب على البريد فتمرَّض يومًا وثانيًا وتوفِّي إلى إلى رحمة الله تعالى، فتألم والده بسبب ذلك تألمًا عظيمًا، وعزّاه الناس فيه، ووجدته صابرًا محتسبًا.

[بشارة عظيمة بوضع الشطر من مكس الغنم]

مع ولاية سعد الدين ماجد (٦) بن التاج إسحاق قدم من الديار المصرية على نظر الدواوين قبله، ففرح الناس بولاية هذا وقدومه - وبعزل الأول وانصرافه عن البلد فرحًا شديدًا، ومعه مرسوم شريف بوضع نصف مكس الغنم، وكان غرمه (٧) أربعة دراهم ونصف، فصار إلى درهمين وربع درهم، وقد نودي بذلك في البلد يوم الإثنين العشرين من الشهر، ففرح الناس بذلك فرحًا شديدًا، ولله الحمد والمنة، وتضاعفت أدعيتُهم لمن كان السبب في ذلك، وذلك أنه يكثر الجلب برخص اللحم على الناس، ويأخذ


(١) هو: علي المارداني نائب الشام سابقًا.
(٢) الدارس (١/ ٣٦٧).
(٣) ترجمته في الدرر الكامنة (٢/ ٧٠) والنجوم الزاهرة (١١/ ٢١) وقال: كان أمثل من أخوته، ولكن وفاته قبل تولية ابنه الملك الأشرف شعبان بن حسين بخمسة أشهر.
(٤) ترجمته في أعيان العصر ٢/ ٤٥٣.
(٥) في الدارس (٢/ ٧٤): محتسب دمشق عماد الدين بن الشيرازي.
(٦) ماجد بن التاج أبي إسحاق القبطي ناظر الخاص بدمشق مات سنة (٧٧٥) هـ الدرر الكامنة (٣/ ٢٧٥).
(٧) في ط: عيرته. وهو تحريف.

<<  <   >  >>