للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مدَّةً، ثم نيابة غزّة ثم نيابة البيرة، وبها مات في ذي القعدة، ودفن هناك (١).

وكان ابتنى تربة لزوجته ظاهر باب شرقي فلم يتفق دفنه بها. ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ [لقمان: ٣٤].

الصاحب عز الدين أبو يعلى: حمزة (٢) بن مؤيد الدين أبي المعالي أسعد بن عز الدين أبي غالب المظفّر ابن الوزير مؤيد الدّين أبي المعالي بن أسعد بن العميد أبي يعلى (٣) حمزة بن أسد بن علي بن محمد التّميمي الدمشقي بن القلانسي، أحد رؤساء دمشق الكبار.

ولد سنة تسع وأربعين وستمئة، وسمع الحديث من جماعة، ورواه، وسمعْنا عليه، وله رياسة باذخة وأصالة كثيرة وأملاك هائلة كافية لما يحتاج إليه من أمور الدنيا، ولم يزل معرضًا عن (٤) الوظائف إلى أن أُلزم بوكالة بيت السُّلطان ثم بالوزارة في سنة عَشْرٍ كما تقدَّم ثم عزل، وقد صودر في بعض الأحيان، وكانت له مكارم على الخواص والكبار، وله إحسان إلى الفقراء والمحتاجين.

ولم يزل معظمًا وجيهًا عند رجال الدولة من النواب والملوك والأمراء وغيرهم إلى أن توفي ببستانه ليلةَ السبت سادس ذي الحجة، وصُلّي عليه من الغد ودفن بتربته بسفح قاسيون، وله في الصَّالحية رِباطٌ حسنٌ بمئذنة (٥)، وفيه دار حديث وبِرٌّ وصدقة. .

[ثم دخلت سنة ثلاثين وسبعمئة]

استهلَّت بالأربعاء والحكام بالبلاد هم المذكورون بالتي قبلها سوى الشَّافعي فإنه توفي ووُلّي مكانه في رابع المحرم منها علَم الدين محمد بن أبي بكر بن عيسى بن بدران (٦) الأخنائي الشافعي وقدم دمشق في الرابع والعشرين منه صُحبَة نائب السَّلطنة تَنْكِز، وقد زار القُدس وحضر معه تدريس التَّنْكِزية التي أنشأها بها، ولما قدم دمشق نزل بالعادليّة الكبيرة على العادة، ودرَّس بها وبالغزالية، واستمرَّ بنيابة المنفلوطي، ثم استناب زين الدين بن المرحِّل (٧).


(١) ثم نقل سنة (١٣٢ هـ) إلى دمشق. الدرر الكامنة (٣/ ٢٧٠).
(٢) ترجمته في الذيل (ص ١٦٣) والدرر الكامنة (٢/ ٧٥) والنجوم (٩/ ٢٨٠) والدارس (١/ ٩٦) والشذرات (٦/ ٨٩).
(٣) في ط: أبو يعلى بن حمزة وهو غلط.
(٤) في الأصل وط: معه صناعة. وهو تحريف.
(٥) ليست في ب.
(٦) في الأصل وأ وط: السُّبكي الأخنائي. وليست السبكي في ب أو الذيل والمصادر الأخرى.
(٧) الذيل (ص ١٦٣).

<<  <   >  >>