للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصلاح يقال: له الشيخ عمر بن محمد بن إبراهيم الجعبري، وشخص آخر من الجبابرية، ودفن كما ذكرنا، ولم يحضر ولده ولي عهده دفنه، ولم يخرج من القلعة ليلتئذ عن مشورة الأمراء لئلا يتخبط الناس، وصلى عليه القاضي عز الدين بن جماعة إمامًا، والجاولي وأيدغمش وأمير آخور (١) والقاضي بهاء الدين بن حامد ابن قاضي دمشق السبكي.

وجلس الملك المنصور سيفُ الدُّنيا والدين أبو المعالي أبو بكر على سرير المملكة.

وفي صبيحة يوم الخميس الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وسبعمئة، بايعه الجيش المصري (٢)، وقدم الفَخْر (٣) لأخذ البيعة من الشاميين، ونزل بالقصر الأبلق وبايع الناس للملك المنصور بن الناصر بن المنصور، ودُقَت البشائر بالقلعة المنصورة بدمشق صبيحة يوم الخميس الثامن والعشرين منه ويوم الجمعة ويوم السبت، وفرح الناس بالملك الجديد، وترحموا على الملك ودَعَوْا له وتأسفوا عليه .

فلما كان يوم الجمعة حضر نائب السلطنة ألطَنْبُغا وفي خدمته الأمراء، ومعهم الأمير سيف الدين قطلوبغا الفخري، وعليه خلعة هائلة، فصَلَّوْا في المقصورة وعندهم القضاة والأعيان. وخطب يومئذ القاضي تاج الدين عبد الرحيم بن القاضي جلال الدين القزويني خطبة بليغةً؛ دعا فيها للملك المنصور، وترحم على الدارج إلى رحمه الله تعالى والده الملك الناصر، وبكى الناس من ذكره، وصلّي عليه بعد الصلاة صلاة الغائب (٤).

[ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين وسبعمئة]

استهلت بيوم الأحد وسلطان الإسلام بالديار المصرية والبلاد الشامية وما والاها من البلاد الملك المنصور سيف الدين أبو بكر بن الملك السلطان الناصر ناصر الدين محمد بن السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون الصالحي.

ونائب الشام الأمير علاء الدين ألْطَنْبُغَا (٥) وقضاة الشام ومصرهم المذكورون في التي قبلها، وكذا المباشرون سوى الولاة.


(١) في ط: أخر.
(٢) بدائع الزهور (١/ ٤٨٧).
(٣) هو: قطلوبغا الفخري.
(٤) من قوله: فلما كان يوم الجمعة حتى هنا، ليست في أو ب وط، وهي في الأصل.
(٥) في ط: طنبغا، وأثبتنا ما في النجوم (١٠/ ٨).

<<  <   >  >>