للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المجدّد بالمزّة، ودّفن بمقبرة لهم بسفح المزّة، وحضره القضاة والأعيان، وكان الجمع حافلًا (١).

[ثم دخلت سنة تسع وأربعين وسبع مئة]

استهلَّت وسلطان البلاد المصرية والشامية الملك الناصر ناصر الدين حسن بن الملك المنصور ونائبه بالديار المصرية الأمير سيف الدين بَيْبُغَا (٢)، ووزيره مَنْجَك (٣).

وقضاته القاضي عز الدين بن جماعة الشافعيّ وتقي الدين الإِخنائي المالكي، وعلاء الدين بن التركماني الحنفي، وموفق الدين المقدسي الحنبلي. وكاتب سره القاضي علاء الدين بن محيي الدين بن فضل الله العمري. ونائب الشام المحروس بدمشقَ الأمير سيف الدين أَرْغُون شاه الناصري، وحاجب الحجاب الأمير طَيْدَمُر (٤) الإسماعيلي.

والقضاة بدمشق، قاضي القضاة تقي الدين السُّبكي الشافعي، وقاضي القضاة نجم الدين الحنفي، وقاضي القضاة جلال الدين المسلَّاتي المالكي، وقاضي القضاة علاء الدين بن مُنَجَّى الحنبلي.

وكاتب سرّه القاضي ناصر الدين الحلبي الشافعي، وهو قاضي العساكر بحلب، ومدِّرس الأسدية بها أيضًا، مع إقامته بدمشق المحروسة.

[وتواترت الأخبار بوقوع البلاء في أطراف البلاد. فذكر عن بلاد القرم أمر هائل، وموتان فيهم كثير، ثم ذكر أنَّه انتقل إلى بلاد الفرنج حتى قيل: إنَّ أهل قبرص مات أكثرهم أو يقارب ذلك، وكذلك وقع بغزة أمر عظيم، وقد جاءت مطالعة نائب غزة إلى نائب دمشق أنه مات من يوم عاشوراء إلى مثله من شهر صفر نحو من بضعةَ عشرَ ألفًا، وقرئ "البخاري" في يوم الجمعة بعد الصلاة سابع ربيع الأول في هذه السنة، وحضر القضاة وجماعة من الناس، وقرأت بعد ذلك المقرئون، ودعا الناس برفع الوباء عن البلاد، وذلك أن الناس لما بلغهم من حلول هذا المرض في السواحل وغيرها من أرجاء البلاد يتوهمون ويخافون وقوعه بمدينة دمشق، حماها الله وسلمها مع أنه قد مات جماعة من أهلها بهذا الداء] (٥).


(١) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل من قوله: شهر ذي الحجة أوّله الأحد.
(٢) في ط: يلبغا وهو تحريف. والتصويب من النجوم (١٠/ ١٨٨) والذيل التام للسخاوي (١/ ٩٧) وسيأتي في أحداث سنة (٧٥٤) هـ.
(٣) الأمير منجك اليوسفي السلاح دار أخو بيبغا أروس.
(٤) في ط: طير دمر وهو تحريف. والتصويب من الدرر الكامنة (٢/ ٢٣٢) وفيه: طيدمر الحاجب الإسماعيلي اعتقل ومات بعد سنة (٧٥٩) هـ.
(٥) ما بين الحاصرتين ليس في الأصل، واستدركته من أ وط.

<<  <   >  >>