للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شهر ذي القعدة، أوّله الأربعاء، في صبيحة مستهلّه درّس الشيخ جمال الدين بن الرُّهاوي بالمسرورية، نزل عنها بعوض الشيخ شمس الدين ابن خطيب يبرود، وتوجَّه نحو الحجاز الشريف، وحضر عنده القضاة والأعيان على العادة (١).

واشتهر في ذي القعدة أن الأمير عز الدين فياض بن مُهَنَّا ملك العرب، خرج عن طاعة السلطان، وتوجَّه نحو العراق، فوردت المراسيم السلطانية لمن بأرض الرّحبة من العساكر الدمشقية وهم أربعة مقدمين في أربعة آلاف، وكذلك جيش حلب وغيره بتطلُّبه وإحضاره إلى بين يدي السلطان، فسعوا في ذلك بكل ما يقدرون عليه فعجزوا عن لحاقه والدخول وراءه إلى البراري، وتفارط الحال وخلص إلى أرض العراق فضاق النطاق وتعذر اللحاق.

شهر ذي الحجة، أوّله الجمعة، ثم ذُكر أنه الخميس، في يوم الإثنين رابعه دخل طلب نائب السلطنة الأمير أسَنْدَمِر وأهله من الديار المصرية في تحمل هائل.

وفي هذا الشهر كانت وفاة الأمير صفي الدين أبي القاسم ابن الشيخ فخر الدين عثمان ابن الشيخ صفي الدين أبي القاسم الحنفي البصراوي (٢)، بالقدس الشريف، وكان ناظرًا عليها وعلى بلد الخليل وقد انتُدب لعمارة بركة الرجيع التي هي كالمدد لبركة عطاف فأخبرني الخطيب برهان الدين ابن جماعة خطيب القدس الشريف أنّه بذل في عمارتها نحوًا من عشرة آلاف درهم، وأنها كانت سبب مرضه، فإنه باشرها بنفسه في الحرّ الشّديد، وأستحث الفعول والعمّالين، وما زال كذلك حتى كانت وفاته فجأة بعد يوم النحر (٣).

[ثم دخلت سنة إحدى وستين وسبعمئة]

استهلَّت وسلطان المسلمين الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن الملك المنصور قلاوون وقضاة مصر والشام هم المذكورون في التي قبلها.

ونائب الشام الأمير سيف الدين أسَندَمر أخو يَلْبُغَا اليحياوي، وكاتب السر القاضي أمين الدين بن القلانسي.


(١) ليست في أ و ب و ط. وهي في الأصل.
(٢) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ١٥٧، وأعيان العصر ٤/ ٥٥ - ٥٧، والدرر الكامنة ٣/ ٢٦٠، والذيل التام ١/ ١٦٨.
(٣) ليست في أ و ب و ط. وهي في الأصل من قوله: شهر ذي الحجة، أوّله الجمعة.

<<  <   >  >>