للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحضور عنده في صلاة الجمعة من أوائل رمضان إلى يومئذٍ، وكان قد استُرضِيَ عنه يوم العيد فرضي أو أذن له في ذلك، فحضر يومئذٍ كما ذكرنا.

وبلغنا في هذا الحين ورود تقليد بعض الشافعية بحلب مع البريد من الديار المصرية لكمال الدين قاضي المعرّة كان، وعزل القاضي نجم الدين ابن شمريوخ عنها (١).

[سنة ثلاث وخمسين وسبعمئة]

استهلت هذه السنة وسلطان الديار المصرية والبلاد الشامية والحرمين الشريفين وما يتبع ذلك الملك الصالح صلاح الدين، صالح بن السلطان الملك الناصر محمد بن الملك المنصور قلاوون.

والخليفة الذي يدعى له المعتضد بأمر الله، ونائب الديار المصرية الأمير سيف الدين قُبْلاي.

وقضاة مصر هم المذكورون في التي قبلها، والوزير القاضي علم الدين ابن زنبور، وأُولو الأمر الذين يدبّرون المملكة فلا تصدر الأمور إلا عن آرائهم لصغر السلطان المذكور جماعة من أعيانهم ثلاثة سيف الدين شَيْخُون، وطَاز (٢) وصَرْغَتُمُش (٣).

ونائب دمشق الأمير سيف الدين أَرْغُون الكاملي، وقضاتها هم المذكورون في التي قبلها، ونائب البلاد الحلبية سيف الدين بَيْبُغَا أُرُوس (٤)، ونائب طرابُلُس الأمير سيف الدين بَكْلَمُش، ونائب حماة الأمير شهاب الدين أحمد بن مشد الشربخاناه (٥).

شهر المحرّم، وأوّله السبت، استهلّ والأسعار متقلّصة؛ فالخبزُ الطيّب منه الرّطل بدرهم، والقمح بمئة وخمسين فما فوقها، والشعير جاوز المئة، وحمل التّبن بلغ الأربعين درهمًا، وقيل: إنه جاوزها وفي هذا اليوم توفي بهاء الدين (٦) ناظر العُشر بباب داره على المصطبة فجأَةً قاعد، وهو مع أصحابه من الكتبة، يقابل معهم بعض الأوراق فتحرك هُنَيهة من غير مرض متقدم، ومات من ساعته قبل الظهر. ودخل المحمل السلطاني والركب الشامي إلى دمشق يوم الثلاثاء الخامس والعشرين منه، وقد أصابهم مطر كثير.


(١) ليست في أ وب، وط، وهي في الأصل. من قوله: شهر رمضان المعظّم، أوّله الأحد.
(٢) في ط: طار بالراء.
(٣) في ط: حر عيمش.
(٤) في ط: يلبغا أروش.
(٥) في ط: الشريخانة.
(٦) لم أقع على ترجمة له. لعله مما انفرد به ابن كثير.

<<  <   >  >>