للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصُلّي يوم الجمعة ثاني عشره بعد الصلاة على غائبين بالنيّة، وهما قاضي القضاة ناصر الدين بن العديم (١) الحنفي بحلب، وقد كان له في الحكم أزيد من ثلاثين سنة، وكان مذكورًا، مشهورًا.

شهر ذي القعدة، أوّله الأربعاء، وفي يوم الخميس ثانيه ضرب نائبُ السلطنة الصّاحبَ شمسَ الدين بن التاج إسحاق بين يديه بالعصي على ظهره نحوًا من مئة جلدة، وذلك لتقصيره في الذي يأمره به مرّة بعد مرّةٍ، واستعظم الناس ذلك، وقال بعضهم: هذا شيءٌ لم يعهدُ.

وفي يوم الثلاثاء سابعه ركب نائب السلطنة، فدخل البيمارستان النوري، فنزل في إيوانه، وتفقد أحواله، وضيّفه ناظره هناك بمشروبٍ وفاكهةٍ، وكان معه بعض الحجبة وغيرهم.

وفي يوم السبت حادي عشره خُلع على القاضي بدر الدين ابن البرهان الذي كان قاضي بعلبك بطرحةٍ وطيلسان على النظر في الحسبة، عوضًا عن الشيخ بهاء الدين ابن إمام المشهد، عزل عنها بلا سببٍ ظهر.

وفي يوم الإثنين ثالث عشره حضر الشيخ شهاب الدين بن خضر الحنفي دار العدل مع القضاة.

وقد أفتى بدار العدل للحنفية، كما أن الشيخ شهاب الدين بن النقيب مفتي دار العدل للشافعية. وفي يوم الإثنين بعشرين منه خلع على شرف الدين موسى المِزّي ويعرف بالقطّان ولاية المدينة، وركب في البلد وبين يديه الشموع حتى انتهى إلى داره.

وفي أواخره توفي الأمير علاء الدين الشريف العباسي (٢) شاد الأوقاف المبرورة، وصُلِّي عليه بعد الظهر بالجامع الأموي، ودُفن بالقبيات .

شهر ذي الحجة، أوّله الخميس، في يوم الخميس ثامنه رجمت العامة المحتسب تحت القلعة، بسبب أنّه كان قد سعّر الخبز رطل وثلث بناقص أوقيّتين، وذلك بسبب غلاء السّعر، وارتفاع ثمن القمح. ووقعت خبطةٌ شديدة.

وفي يوم الجمعة سادس عشره حضر قاضي القضاة السّبكي الشافعي الصّلاة عند نائب السلطنة بالشباك الكمالي على عادته، لكن لم يحضر النائب بسبب مرضٍ عرض له،، وكان قد منع القاضي المذكور من


(١) هو: محمد بن عمر بن عبد العزيز. ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٣٠ نقلًا عن ابن كثير وليس في المطبوع منه.
والدر الكامنة ٤/ ١٠٦ - ١٠٧. وإعلام النبلاء للطباخ ٥/ ١٨.
قلت: ذكر ابن كثير أن الصلاة كانت على غائبين. ولم يذكر إلّا واحدًا هو ابن العديم.
(٢) هو: علي بن أحمد بن محمد ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٢٥، والدرر الكامنة ٣/ ٢٠ - ٢١ والذيل التام ١/ ١٢٢.

<<  <   >  >>