للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخمّارين والعصّارين، ورخصت، الأَعْنَاب وجادت الأخباز واللَّحم بعد أن كان بلغ كل رطل أربعةً ونصفًا، فصار بدرهمين ونصف، وأقل، وأُصلحت المعايش من هيبة النائب، وصار له صيتٌ حسنٌ، وذكر جميل في النَّاس بالعدل وجودة القصد وصحَّة الفهم وقوَّة العدل والإدراك.

وفي يوم الإثنين ثامنَ عشرَ شعبان وصل الأمير أحمد بن شاد الشربخاناه الذي كان قد عصى في صفد، وكان من أمره ما كان، فاعتُقل بالإسكندرية، ثم أُفرج عنه في هذه الدَّولة، وأُعطي نيابة حماة فدخل دمشقَ في هذا اليوم سائرًا إلى حماة، فركب مع النائب مع الموكب وسيره عن يمينه، ونزل في خدمته إلى دار السعادة، ورحل بين يديه.

وفي يوم الخميس الحادي والعشرين منه دخل الأمير سيف الدين بَيْبُغا أروس الذي كان نائبًا بالديار المصرية، ثمَّ مسك بالحجاز وأودع الكَرَك، ثم أَفرج عنه في هذه الدولة وأُعطي نيابةَ حلب، فتلقَّاه نائبُ السلطنة، وأُنزل دار السعادة حين أضافه. ونزل وطاقه بوطأة برزة، وضُربت له خيمة بالمَيْدان الأَخْضر.

شهر رمضان المعظم، أوّله الأحد، في العشر الأخير منه وقع مطر عظيم توالى ليالي وأيامًا، وسقط ثلج كثير على البلد وما حولها من الجبال، وذلك في أواخر تشرين الثاني، حتى قيل: إنه لم يُرَ مثل هذا من أزيد من خمسين سنة (١).

وفي هذا العشر مسك طائفة من الأعاجم يشربون الخمر يوم الجمعة بعد الصلاة ليلة إحدى وعشرين فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وفي ليلة تسع وعشرين وقت السّحر مُسك فقيرٌ بالكّلاسة مع صبيّ، فيما ذكر قد نال منه، وهو نائم لا يشعر، فقُيّد وسُجن.

شهر شوال، أوّله الإثنين في يوم العيد صُلّي على الأمير طَشْبُغا الدّويدار (٢) الذي عُزل من الديار المصرية، وقدم دمشق، فأقام فيها نحوًا من أربعين يومًا، ثم كانت وفاته ليلة العيد، وصُلّي عليه عند جامع يَلْبُغا بسوق الخيل .

وفي يوم الخميس حادي عشره خرج المحمل السلطاني والحجيج، وأميره سيف الدين السليماني الذي كان حاجبًا، وقاضيه زين الدين الباريني، وفيهم القاضي جمال الدين حسين ابن قاضي القضاة الشافعي السُّبكي، والشيخ شمس الدين ابن خطيب يبرود مدرّس الشامية البرانية.


(١) الخبز في تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٢٠ نقلًا عن ابن كثير، وليس في المطبوع منه.
(٢) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٢٤، والدرر الكامنة ٢/ ٢١٨، والذيل التام ١/ ١٢٢.

<<  <   >  >>