للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شَيْخُون ومَنْجك وغيرهما، وأرسلوا إلى بَيْبُغا فجيء به من الكَرَك، وكان مسجونًا بها من مرجعه من الحج، فلما عاد إلى الديار المصرية شَفَعَ في صاحب اليمن الملك المجاهد الذي كان مسجونًا في الكَرَك فأُخرج وعاد إلى الديار الحجازيّة. وأما الأمراء الذين كانوا من ناحية السُّلطان حسن مثل مغلطاي أمير أخور (١) ومنكلي بُغَا (٢) الفخري وغيرهما، فاحتيط عليهم وأُرسلوا إلى الإسكندرية، وخُطب للملك الصالح بجامع دمشق يوم الجمعة السابعَ عشرَ من شهر رجب وحضر نائبُ السلطنة والأمراء والقضاة للدعاء له بالمقصورة على العادة.

وفي أثناء العشر الأخير من رجب عُزل نائب السّلطنة سيف الدين أَيْتَمُش عن دمشقَ مطلوبًا إلى الديار المصرية فسار إليها يوم الخميس.

وفي هذا الشهر أمر القاضي الشافعي للمؤذنين أن يرفعوا أصواتهم بالتَّأمين إذا فرغ الإمام من قراءة الفاتحة في الجهرية، على ما بلغنا من أهل بغداد، ثم أمر بتركه في رمضان (٣).

شهر شعبان المبارك، وأوله الجمعة (٤) وفي يوم الإثنين حاديْ عشرَه قدم الأمير سيف الدين أَرْغُون الكاملي الذي كان نائبًا على الديار الحلبية من هناك، فدخل دمشق في هذا اليوم في أُبَّهة عظيمة، وخرج الأمراء والمقدّمون وأرباب الوظائف لتلقِّيه إلى أثناء الطريق، منهم من وصل إلى حلبَ وحماة وحمص، وجرى في هذا اليوم عجائب لم تُرَ من دهور، واستبشر الناس به لصرامته وشهامته وحِدَّته، وما كان من لين الذي قبله ورخاوته، فنزل دار السعادة على العادة. وفي يوم السبت وقف في موكب هائل قيل إنَّه لم يُرَ مثلُه من مدة طويلة، ولما سير إلى ناحية باب الفرج اشتكى إليه ثلاثُ نسوة على أمير كبير يقال له: طُرْغاي (٥)، فأمر بإنزاله عن فرسه فأُنزل وأُوقف معهن في الحكومة.

[واستمرَّ بطلان الوقيد في الجامع الأموي في هذا العام أيضًا كالذي قبله، حسب مرسوم السلطان الناصر حسن ، ففرح أهل الخير بذلك فرحًا شديدًا، وهذا شيء لم يعهد مثله من نحو ثلاثِمئةِ سنة ولله الحمد والمنة] (٦).

ونودي في البلد في هذا اليوم والذي بعده عن النائب: من وجد جنديًا سكرانًا فلينزله عن فرسه ليأخذ ثيابه، ومن أحضره من الجند إلى دار السعادة فله خبزه، ففرح الناس بذلك، واحتجر على


(١) هو أيدغدي أمير أخور. النجوم الزاهرة (١٠/ ٢٥٦).
(٢) في ط: ميكلي، وهو تحريف.
(٣) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل.
(٤) ليس في أ وب وط، وهي في الأصل.
(٥) في ط: الطرخاين، وهو تحريف.
(٦) ما بين الحاصرتين ليس في الأصل، واستدركته من أ وط.

<<  <   >  >>