للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي صبيحة يوم الإثنين تاسع عشر شوال دخل دمشق الأمير سيف الدين مَنْجَك مجتازًا على نيابة طرابُلُس، ونزل القصر الأبلق مع الأمير عز الدين أَيْدَمُر، فأقام أيَّامًا عديدة، ثم سار إلى بلده بعد أيام.

وفي يوم السبت الحادي والعشرين منه توفي الصدر شهاب الدين بن البارزي الحموي (١)، ناظر الأوقاف بدمشق ، وصلي عليه بعد الظهر بجامع العقيبة، وكان عمره قريبًا من الثمانين أو جاوزها، وفي هذا اليوم خلع على القاضي شمس الدين البهنسي ناظر ديوان ملك الأمراء وناظر المارستان بنظر الأوقاف عوضًا عن المتوفَّى (٢).

وفي صبيحة الخميس السادس والعشرين منه دخل الأمير سيف الدين طَاز من الديار المصرية في جماعة من أصحابه مجتازًا إلى نيابة حلب المحروسة، فتلقَّاه نائب السلطنة إلى قريب من جامع كريم الدين بالقُبَيْبات، وشيَّعه إلى قريب من باب الفراديس، فسار ونزل بوطأة برزة فبات هنالك، ثم أصبح غاديًا وقد كان نظير الأمير شَيْخون، ولكن قوي عليه فسيَّره إلى بلاد حلب، وهو محبَّب إلى العامَّة لما له من السَّعي المشكور في أمورٍ كبار كما تقدَّم.

[ثم دخلت سنة ست وخمسين وسبعمئة]

استهلَّت هذه السنة وسُلطان الإسلام والمسلمين السَّلطان الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن الملك المنصور قلاوون الصالحي، وليس بالدّيار المصرية نائبٌ ولا وزير، وقضاتها هم المذكورون في التي قبلها.

ونائب دمشق الأمير علي المارِدَاني، والقضاة والحاجب وكاتب السر، وناظر الجيش، والخطيب، وكاتب السرّ هم المذكورون في التي قبلها.

ونائب حلب الأمير سيف الدين طَاز، ونائب طرابُلُس مَنْجَك، ونائب حماة أَسَنْدَمُ (٣) العمري، ونائب صفد الأمير شهاب الدين بن صُبْح، ونائب حمص الأمير ناصر الدين بن لاقوش (٤)، ونائب بعلَبَكّ الحاج كامل.

شهر المحرم، أوّله الجمعة، في صبيحة يوم الأحد سابع عشره رجع قاضي القضاة نجم الدين


(١) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة (٣/ ٦٣ - ٦٤)، والدرر الكامنة (١/ ١٧٨)، والذيل التام (١/ ٤٢).
(٢) ليست في أ وب وط، وهي في الأصل.
(٣) في ط: استدمر.
(٤) في ط: ابن الأقوس.

<<  <   >  >>