للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وانفصل الحال على أن أظهر الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية الموافقة للجمهور (١).

وفي صبيحة يوم الإثنين السادس والعشرين منه دخل المحمل مع بقية الحجاج وهم بخير وعافية، وأخبروا أن السِّعر كان متحسّنًا وسطًا، وكان الماء كثيرًا.

شهر صفر وأوّله الخميس، في يوم الخميس الثامن والعشرين منه توفي صلاح الدين عمر بن محمد بن أبي الحرم، ويعرف أيضًا بالصلاح الأزرق (٢). كان أحد الفضلاء والفقهاء، وكان مدرسًا بالرّواق الدّوايداري، وأعاد بالرّكنية وصُلّي عليه بالجامع مع صلاة الظهر، وحضر القضاة وجماعة من الأعيان، ودفن بباب الصغير.

شهر ربيع الأول وأوّله السبت، في يوم الأحد ثانيه درّس القاضي عماد الدين إسماعيل بن العز بالمدرسة الظاهرية الجوانية، بمرسوم شريف، وهذه المرة الثانية، استعادها من ابن أخيه، ولم يحتفل للدّرس؛ لأنه يراه ممّا كان له.

وفي يوم الخميس سادسه درّس الشيخ نور الدين ابن الشيخ نجم الدين أبي بكر ابن الشيخ القدوة محمد بن قوّام بالرّواق الدويداري داخل باب الفرج، وحضر عنده القضاة والأعيان.

وفي يوم الإثنين الرابع والعشرين منه حضر نائب السلطنة والقضاة الأربعة، وخلق من الأمراء إلى المقصورة من الجامع قبيل الظهر، فصلّوا الظهر في أول وقتها بعد الأذان مباشرة، وقرئ كتاب السلطان على السُّدَّة، قرأه كاتب السرّ، ونائب السلطنة والقضاة والأمراء قيام، يتضمن إعادة ما كان قُطع من المرتّبات على الديوان السلطان والصّدقات. فابتهل الناس بالدعاء له، وكان مرسوم وكان مرسومه به وهو مريض مثقل، فانفصل الحال على ذلك، ورُسم بعمل ختمٍ في المدارس والربط ليُدعى عقبها بعافية السلطان، فعمل ذلك (٣).

وفاة الملك الصالح إسماعيل (٤)

في يوم الأربعاء ثالث شهر ربيع الآخر من هذه السنة أُظهر موت السلطان الملك الصالح عماد الدين إسماعيل بن الناصر بن المنصور آخر النهار، وكان قد عهد بالأمر إلى أخيه لأبويه الملك الكامل سيف


(١) الدرر الكامنة (٣/ ٤٠٣)
(٢) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ٤١٧. وفيه الجوبراني نقلًا عن ابن كثير، وليست في المطبوع منه. والدرر الكامنة ٤/ ٤٦٠.
(٣) ليست في أ وط وب، وهي في الأصل من قوله: وفي صبيحة يوم الإثنين السادس والعشرين منه.
(٤) ترجمته في الذيل ص (٢٨٤) والدرر الكامنة (١/ ٣٨٠) والنجوم الزاهرة (١٠/ ٧٨) والذيل التام للسخاوي (١/ ٧٣) والشذرات (٦/ ١٤٨).

<<  <   >  >>