للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سعد الله ابن عبد القاهر بن عبد الواحد (١) بن عمر الحرّاني، المعروف بابن النُّجَيْح.

توفي في وادي بني سالم، فحُمِل إلى المدينة فغُسِّل وصُلّي عليه في الرَّوضة، ودفن بالبقيع شرقي قبر عقيل، فغبطه النَّاس بهذه الموتة وهذا القبر، .

وكان ممَّن غبطه الشيخ شمس الدين بن مسلم قاضي الحنابلة، فمات بعده ودفن عنده وذلك بعده بثلاث سنين رحمهما الله.

وقد (٢) حضر جنازة الشيخ شرف الدّين محمد المذكور شمس (٣) الدين بن أبي العز الحنفي قبل ذلك بجمعة، مرجعَه من الحج بعد انفصاله عن مكّة بمرحلتين فغبط الميت المذكور بتلك الموتة فرُزق مثلها بالمدينة، وقد كان شرف الدين بن نُجَيح هذا قد صحب شيخنا العلَّامة تقي الدين بن تيمية، وكان معه في مواطن كبار صعبة (٤) لا يستطيع الإقدام عليها إلا الأبطال الخُلَّص الخواص (٥)، وسُجن معه، وكان من أكابر خدَّامه وخواص أصحابه، ينال فيه الأذى وأُوذي بسببه مرات، وهو في ازدياد محبة فيه وصبرًا على أذى أعدائه (٦)، وقد كان هذا الرجل في نفسه وعند الناس جيدًا مشكور السيرة جيد العقل والفهم، عظيم الديانة والزهد، ولهذا كانت عاقبته هذه الموتة عقيب الحج، وصلّي عليه بروضة مسجد رسول الله ، ودفن بالبقيع بقيع الغرقد بالمدينة النبوية، فختم له بصالح عمله، وقد كان كثير من السلف يتمنى أن يموت عقيب عمل صالح يعمله، وكانت له جنازة حافلة رحمه الله تعالى، والله سبحانه أعلم (٧).

[ثم دخلت سنة أربع وعشرين وسبعمئة]

استهلَّت والحكام هم المذكورون في التي قبلها: الخليفة المُستكفي بالله أبو الربيع سليمان ابن الحاكم بأمر الله العباسي، وسلطان البلاد الملك الناصر، ونائبُه بمصرَ سيف الدين أَرْغُون ووزيره أمين المُلك، وقضاته بمصرَ هم المذكورون في التي قبلها.

ونائبه بالشّام تَنْكِز، وقضاة الشام الشَّافعي جمال الدين الزُّرَعي (٨)، والحنفي الصَّدر علي البُصراوي،


(١) في الدرر: الأحد.
(٢) في ط: وجاء يوم، وهو توهم.
(٣) في ط: شرف الدين. وهو: محمد بن محمد أبي العز الأذرعي. سبق في وفيات سنة (٧٢٢ هـ).
(٤) في سنة ٧٢٦ هـ. كما سيأتي بعد قليل.
(٥) ليست في ب.
(٦) ليست في ب.
(٧) ليست في ب.
(٨) هو: سليمان بن عمر بن سالم سيأتي في وفيات سنة (٧٣٧ هـ).

<<  <   >  >>