للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالعرب، فضربه واحدٌ منهم برمح فقتله، فكرَّت الأمراء عليهم فقتلوا منهم خلقًا أيضًا، وأخذوا واحدًا منهم زعموا أنّه هو الذي قتله، فصُلب تحت القلعة، ودفن الأمير المذكور بقبر الست.

وفي ذي القعدة تكلَّم الشيخ شمس الدين بن النقيب (١) وجماعة من الفقهاء في الفتاوى الصادرة من الشيخ علاء الدين بن العطار (٢) شيخ دار الحديث النورية والقوصيّة، وأنها مخالفة لمذهب الشافعي، وفيها تخبيط كثير، فتوهَّم من ذلك وراح إلى الحنفي فحقن دمه وأبقاه على وظائفه، ثم بلغ ذلك نائب السلطنة فأنكر على المنكرين عليه، ورسم عليهم، ثم اصطلحوا، ورسم نائب السلطنة أن لا تثار الفتن بين الفقهاء (٣).

وفي مستهل ذي الحجة ركب الشيخ تقي الدين بن تيمية ومعه جماعة من أصحابه إلى جبل الجرد والكسروانيين (٤) ومعه نقيب الأشراف زين الدين بن عدنان (٥)، فاستتابوا خلقًا منهم وألزموهم بشرائع الإسلام، ورجَع مُؤَيدًا منصورًا.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

الشيخ تاج الدين بن شمس الدين بن الرفاعي: شيخ الأحمدية بأم عَبِيْدة (٦) من مدة مديدة، وعنه تكتب إجازات الفقراء، ودفن هناك عند سلفه بالبطائح.

الصدر نجم الدين عمر (٧): ابن أبي القاسم بن عبد المنعم بن محمد بن الحسن بن أبي الكتائب بن محمد بن أبي الطيب، وكيل بيت المال وناظر الخزانة، وقد ولّي في وقت نظر المارستان النوري (٨) وغير ذلك. وكان مشكور السيرة رجلًا جيدًا، وقد سمع الحديث وروى أيضًا.

توفي ليلة الثلاثاء الخامس عشر من جمادى الآخرة، ودفن بتربتهم بباب الصغير (٩).


(١) هو: محمد بن أبي بكر بن إبراهيم، قاضي قضاة الشافعية، توفي سنة (٧٤٥ هـ)، وسيذكره المؤلف في أحداثها.
(٢) هو: علي بن إبراهيم بن داود، وسيأتي في وفيات سنة (٧٢٤ هـ). الدارس (١/ ٤٣٩) والقوصيّة: هي الحلقة بالجامع الأموي.
(٣) الخبر في الدرر (٣/ ٦).
(٤) جبال شمال غرب دمشق على حدود سورية مع لبنان. الدارس (٢/ ٢٤٨).
(٥) سيأتي في وفيات سنة (٧٠٨ هـ).
(٦) أمُّ عَبَيْدَةَ: بفتح العين وكسر الباء وسكون الياء بلد في العراق، والبطائح موضع ما بين البصرة والأهواز، قاله صاحب "التاج" في (بطح). وفي وفيات الأعيان (١/ ١٧٢): هي قرى مجتمعة بين واسط والبصرة.
(٧) في الأصل: ابن عمر، وهو سهو.
وترجمته في: الدرر الكامنة (٣/ ١٨٢) والدارس (١/ ٤٤٧).
(٨) وهو اليوم متحف للعلوم الطبية عند العرب.
(٩) ما زالت قائمة إلى اليوم وتعرف بهذا الاسم.

<<  <   >  >>