للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الإثنين تاسع شعبانَ عقد الأمير سيف الدين أبو بكر بن أَرْغُون نائب السَّلطنة عقده على ابنة الناصر، وختن في هذا اليوم جماعة من أولاد الأمراء بين يديه، ومَدَّ سماطًا عظيمًا، ونُثرت الفضةُ على رؤوس المطهِّرين، وكان يومًا مشهودًا، ورسم السلطان في هذا اليوم وضع المَكْسَ عن المأكولات بمكة، وعوَّض صاحبها عن ذلك بإقطاع في بلد الصعيد (١).

وفي أواخر رمضان كَمُلت عمارة الحمَّام الذي بناه بهاء الدين بن عليمة (٢) بزقاق الماصية (٣) من قاسيون بالقرب من سكنه، وانتفع به أهل تلك الناحية ومن جاورهم.

وخرج الركب الشامي يوم الخميس ثامن شوال وأميره سيف الدين بلبطي نائبُ الرَّحبة، وكان سكنه داخل باب الجابية بدرب ابن صَبْرة، وقاضيه شمس الدين بن النقيب (٤) قاضي حمص.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

القاضي شمس الدين بن العز الحنفي (٥): أبو عبد الله محمد بن الشيخ شرف الدين أبي البركات محمد بن الشيخ عز الدين أبي العز صالح بن أبي العز بن وهيب (٦) بن عطاء بن جبير بن كاين بن وهيب الأذرعي الحنفي، أحد مشايخ الحنفية وأئمتهم وفضلائهم في فنون من العلوم متعددة.

حكم نيابة نحوًا من عشرين سنة، وكان سديد الأحكام محمود السيرة جيد الطريقة كريم الأخلاق، كثير البر والصلة والإحسان إلى أصحابه وغيرهم، وخطب في جامع الأفْرم مدّةً، وهو أول من خطب به، ودرَّس بالمُعظَّمية (٧) واليَغْموريّة (٨) والقَلِيْجيّة (٩) والظاهرية، وكان ناظر أوقافها، وأذن للنّاس بالإفتاء، وكان كبيرًا معظّمًا مهيبًا.

توفي بعد مرجعه من الحجِّ بأيام قلائل، يوم الخميس سلخ المحرم، وصُلّي عليه يومئذ بعد الظهر بجامع الأَفْرم ودُفن عند المُعَظَّمية عند أقاربه، وكانت جنازته حافلةً، وشهد له النَّاسُ بالخير وغبطوه لهذه الموتة .


(١) النجوم الزاهرة (٩/ ٧٤).
(٢) في ط: عليم.
(٣) في ط: الماجية. وهو توهم.
(٤) هو: محمد بن أبي بكر بن إبراهيم ولي قضاء حمص سنة (٧١٨ هـ). مات سنة (٧٤٥ هـ). كما سيأتي.
(٥) ترجمته في الدرر الكامنة (٤/ ٢٤٦) والنجوم الزاهرة (٩/ ٢٥٤) والدارس (١/ ٥٤٧) والشذرات (٦/ ٥٨).
(٦) في الدرر: وهب.
(٧) الدارس (١/ ٥٧٩) وهي بالصالحية بسفح قاسيون الغربي.
(٨) المصدر السابق. (١/ ٦٥٠) وهي الحنفية بالصالحية.
(٩) المصدر السابق (١/ ٥٧١) وهي قبلي الجامع الأموي.

<<  <   >  >>