للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خائف من أخذ نظر الجيش منه. فباشر ذلك مباشرة مسدّدة، احتاط لنفسه، والتزم ألا يأخذ فيها معلومًا (١).

واستهل وقد رفع الله الوباء عن دمشق وله الحمد والمنة. وأهل البلد يموتون على العادة، ولا يمرض أحد بتلك العلة، ولكن المرض المعتاد، انتهى.

وفي ليلة الرابع والعشرين منه كسف القمر بعد نصف الليل، ونودي لها على رؤوس المنائر، فاجتمع من تيسر له الحضور، وخطب بهم وانجلى القمر قبل غيبوبته (٢).

[ثم دخلت سنة ست وستين وسبعمئة أحسن الله تقضيها]

استهلَّت هذه السنة وسلطان الإسلام الملك الأشرف ناصر الدين شعبان، وأرباب الدولة بمصر والشام هم هم.

سوى نظر الدواوين بالشام، فإنّه مضاف إلى القاضي علم الدين داود مع نظر الجيوش، والحسبة بيد أمين الدين سالم المؤذن، كان (٣). وشد الدواوين بيد ابن العسكري.

شهر الله المحرم، أوّله السبت، وردت كتب الحجاج يوم الأحد سادس عشره، وفيها أنه لحقهم شدّة في الرجعة، وغلاء في الشعير والماء، ولا سيما في المفازه. وأنه مات جمال كثيرة (٤).

ودخل المحمل السلطاني صبيحة يوم الإثنين الرابع والعشرين منه، وذكروا أنهم نالهم في الرجعة شدة شديدة من الغلاء وموت الجمال وهرب الجمالين، وقدم مع الركب ممَّن خرج من الديار المصرية قاضي القضاة بدر الدين بن أبي الفتح (٥)، وقد سبقه التقليد بقضاء القضاة مع خاله (٦) تاج الدين (٧) يحكم فيما يحكم فيه مستقلًا معه ومنفردًا بعده. وذهب الناس لتهنئته بذلك والسلام عليه من السفر، والدعاء له بقبول الحج (٨).


(١) ليست في أ وب وط، وهي في الأصل.
(٢) ليس في أ وب وط، وهي في الأصل.
(٣) هكذا في أصلنا المخطوط، وهو تعبير يستخدمه ابن كثير عادة، ويريد أنه كان مؤذنًا.
(٤) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل.
(٥) هو: محمد بن محمد بن عبد اللطيف السُّبكي وذكر من قبل غير مرّة.
(٦) في ط: خالد وهو تحريف.
(٧) عبد الوهاب بن علي، ذكر من قبل غير مرّة.
(٨) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل.

<<  <   >  >>