للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي أواخر هذا الشهر جاء المرسوم الشريف يطرح مكس القطن المغزول والمجلوب أيضًا، ونودي بذلك في البلد، فكثر الدعاء لمن سعى في ذلك، وفرح الناس بذلك فرحًا شديدًا.

وفي آخره اختطفَ فارسٌ - صفته وشاقيّ (١) - عمامةَ رجلٍ بالصّالحية، وساق الفرس ليهرب، فتقنطرت به الفرس بعد خطوات يسيرة، فسقط عنها مَيْتًا، والشّاش في يده، ففرح صاحب الشاش، ومن شهد ذلك من الناس، أو بلغه، وانسَرُّوا بوقوعه وموته أيضًا.

وفي هذا الحين اجتاز الأمير مَنْجَك من الديار المصرية قاصدًا إلى طرسوس نائبًا عليها، فجاء إلى دار السعادة، وسلّم على نائب السلطنة، وأقام أيامًا ثم سافر إلى بلده) (٢).

[ثم دخلت سنة سبع وستين وسبعمئة]

استهلَّت وسلطان الإسلام بالديار المصرية والشَّامية والحرمين الشريفين وما يتبع ذلك من الأقاليم الملك الأشرف بن الحُسَين بن الملك الناصر محمد بن قلاوون، وعمره عشر سنين فما فوقها، وأتابك العساكر ومدبر ممالكه بين يديه الأمير سيف الدين يَلْبُغَا الخاصكي.

وقاضي قضاة الشافعية بمصر بهاء الدين أبو البقاء السُّبكي، وبقية القضاة هم المذكورون في السنة الماضية. وكذلك الوزير، وليس بمصر نائب سلطنةٍ.

ونائب دمشق الأمير سيف الدين مَنْكُلي بُغَا، وقضاة دمشق هم المذكورون في التي قبلها سوى الحنفي فإنه الشيخ جمال الدين بن السرّاج شيخ الحنفية، والخطابة بيد قاضي القضاة تاج الدين الشافعي، وكاتب السر وشيخ الشيوخ القاضي فتح الدِّين بن الشَّهيد، ووكيل بيت المال الشيخ جمال الدين بن الرُّهَاويّ.

شهر الله المحرّم، أوّله الخميس ودخل المحمل السلطاني والحجيج يوم الجمعة بعد العصر قريب الغروب، ولم يشعر بذلك أكثر أهل البلد، وذلك لغيبة النَّائب في السرحة ممَّا يلي ناحية الفرات، ليكون كالرد للتَّجريدة التي بعثت لتخريب الكبيسات التي هي إقطاع حيار بن مهنا من أرض السلطان أُوَيْس ملك العراق انتهى.


(١) الوِشاقي: الخفيف السّريع. وتعني هنا اللصّ.
(٢) بعضها ليس في: أ وب وط. وهي في الأصل، وبعضها الآخر جاء في ط، لكنه مضطرب من قوله: وطافوا بالمحمل حول البلد في يوم الإثنين رابع عشره، وجاء وفي بعض المواضع عبارات تشعر بأن الكلام ليس لابن كثير. من مثل قوله: (وخُتمتْ البخارياتُ بالجامع الأموي وغيره في عدة أماكن، من ذلك ستة مواعيد؛ تقرأ على الشيخ عماد الدين بن كثير في اليوم). المطبوع ١٦/ ٤٥٧. وهذا أسلوب مغايرٌ لما في الأصل. والمثبت بين يدي. فليُنْظَر فيه.

<<  <   >  >>