للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإلى هنا انتهى ما كتبتُه من لَدُنْ خلق آدم إلى زماننا هذا.

والحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين (١).

ثم دخلت سنة تسع وثلاثين وسبعمئة (٢)

استهلَّت وسلطان الإسلام والمسلمين بالدّيار المصرية وما والاها والديار الشّامية وما والاها والحرمين الشريفين الملك الناصر محمد بن الملك المنصور قلاوون، ولا نائب له، ولا وزير أيضًا بمصر.

وقضاةُ مصر: أمّا الشافعي فقاضي القضاة عز الدين ابن قاضي القضاة بدر (٣) الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة، وأمّا الحنفي فقاضي القضاة حسام الدين الغوري، حسن بن محمد، وأمّا المالكي فتقي الدين الأخْنائي، وأمّا الحنبلي فموفق الدين بن محمد (٤) المقدسي.

ونائب الشام الأمير سيف الدين تَنْكز، وقضاته جلال الدين القزويني الشافعي المعزول عن الديار المصرية، والحنفي عماد الدين الطَّرسوسي، والمالكي شرف الدين الهمداني، والحنبلي علاء الدين بن المُنَجَّا التَّنوخي.

وممَّا حدث في هذه السنة إكمالُ دار الحديث السُّكَّريَّة (٥) وباشر مشيخة الحديث بها الشيخ الإمام الحافظ مؤرّخُ الإسلام شمس الدّين محمد بن أحمد الذهبي (٦)، وقُرِّر فيها ثلاثون محدِّثًا لكل منهم جراية وجامكية كل شهر سبعة دراهم ونصف رطل خبز، وقُرِّر للشيخ ثلاثون ورطل خبز، وقُرّر فيها ثلاثون نفرًا يقرؤون القرآن لكل عشرة شيخ، ولكل واحد من القراء نظير ما للمحدّثين، ورُتِّب لها إمامٌ وقارئُ حديث ونوّاب، ولقارئ الحديث عشرون درهمًا وثمان أواقِ خبز، وجاءت في غاية الحسن في


(١) في ب: والله الحمد والمنّة، كتبه إسماعيل بن كثير بن ضوء القرشي الشافعي عفا الله تعالى عنه آمين، وكتبه لنفسه أفقر عباد الله وأحوجهم إلى رحمة ربّه محبُّ أهل السنة وخادمهم محمد بن سلطان بن سعيد البعلي الحنبلي عفا الله عنه بمنّه وكرمه.
وفي ط: زيادة: وما أحسن مقال الحريري:
وإنْ تجدْ عيبًا فسدَّ الخللا … فجلَّ مَنْ لا عيب فيه وعلا
(٢) إلى هنا انتهى المخطوطان (أ و ب)، واعتمدنا في تحقيق القسم المتبقي على المصادر التي نقل عنها ابن كثير أو نقلت عنه، وكذلك مصادر الترجمة وكتب الوفيات.
(٣) في ط: صدر الدين.
(٤) في ط: نجا ولا وجه له، وهو أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن عبد الباقي الحجاوي الحنبلي. مات سنة (٧٦٩) هـ الدرر الكامنة (٢/ ٢٩٧) والشذرات (٦/ ٢١٥).
(٥) بالقصّاعين داخل باب الجابية. الدارس (١/ ٧٧).
(٦) في ط: محمد بن شمس الدين محمد بن أحمد وهو توهم. وسيأتي في وفيات سنة (٧٤٨) هـ.

<<  <   >  >>