للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالمدرسة الجلالية (١) ظاهر باب الفرج، وزرتُه فيمن سلَّم عليه، واجتمعتُ به، فإذا هو شيخ حسن عنده ما يقال ويتلفظ معربًا جيدًا، ولديه فضيلة، وعنده تواضع وتصوف فالله يحسن عاقبته. ثم تحول إلى العَذْراوية.

شهر رجب الفرد، أوّله الإثنين، وقيل: الأحد. في ليلة ثانيه وقع حريق عظيم بخان الظاهر الذي هو في سوق الخيل، وكان قد حوّل إليه سوق الغنم قبل ذلك تعليل، فاحترق وما حوله من الرّباع إلى زقاق الحِمِّص، وهو درب يسكنه الأراذل والحشاشة والحرافيش (٢).

وفي صبيحة يوم السبت سابع شهر رجب توجه الشيخ شرف الدين أحمد (٣) بن الحسن بن قاضي الجبل الحنبلي إلى الديار المصرية مطلوبًا على البريد إلى السلطان لتدريس الطائفة الحنبلية بالمدرسة التي أنشأها السلطان بالقاهرة المُعزِّيّة، وخرج لتوديعه القضاة والأعيان إلى أثناء الطريق كتب الله سلامته، انتهى والله تعالى أعلم.

مسك نائب السلطنة أَسَنْدَمُر اليحياوي (٤)

وفي صبيحة يوم الأربعاء الخامس والعشرين من رجب قبض على نائب السلطنة الأمير سيف الدين أسَنْدَمر، أخي يَلْبُغا اليحياوي، عن كتاب ورد من السلطان صحبةَ الدَّوادار الصغير، وكان يومئذ راكبًا بناحية ميدان ابن أتابك، فلما رجع إلى عند مقابر اليهود والنصارى احتاط عليه الحاجب الكبير ومن معه من الجيش وألزموه بالذهاب إلى ناحية طرابُلُس، فذهب من على طريق الشيخ رسلان، ولم يمكَّن من المسير، إلى دار السعادة، ورُسم عليه من الجند من أَوصله إلى طرابُلُس مقيمًا بها بطالًا، فسبحان من بيده ملكوت كل شيء، يفعل ما يشاء، وبقي البلد بلا نائب يحكم فيه الحاجب الكبير عن مرسوم السلطان، وعُيِّن للنيابة الأمير سيف الدين بَيْدَمُر النائب بحلب.

شهر شعبان المكرَّم، أوّله الثلاثاء، وفيه وصل تقليد الأمير سيف الدين بَيْدَمر بنيابة دمشق (٥). ورُسم له أن يركب في طائفة من جيش حلب ويقصد الأمير حِيَار (٦) بن مُهَنا، ليحضره إلى خدمة السلطان،


(١) في ط: الجليلة. وأثبتنا ما في الدارس (١/ ٤٨٨).
(٢) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل.
(٣) هو: أحمد بن الحسن بن عبد الله بن أبي عمر المقدسي. مات سنة (٧٧١) هـ. الوفيات لابن رافع (٢/ ٣٥٤).
(٤) الذيل للحسيني ص (٣٣٣) وتاريخ ابن قاضي شهبة (٣/ ١٦١).
(٥) الذيل للحسيني ص (٣٣٤) وتاريخ ابن قاضي شهبة (٣/ ١٦٢).
(٦) في ط: خيار بالخاء. مصحف، وما أثبتناه هو الصواب، وهو جد عشائر الحيارات في البلقاء وغيرها، وهو من أمراء آل فضل أمراء العرب، وشيوخ العيساويين في الطرق وبلاد الشام، وله ترجمة في الدرر الكامنة (٢/ ٨١) (بشار).

<<  <   >  >>