للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأُحضرت إلى بين يدي نائب السَّلطنة والقضاة، وأقرَّت بعدةِ أَخذاتٍ كثيرة، فأُخذت منها، ثم رُسم بتَسْفيرها إلى البلاد التي (١) فعلت فيها ما فعلت؛ ليؤخذ منها ما أقرّت به.

وفي ليلة الجمعة سابعه توفّي الأمير بدر الدين مُصْطَفى البيريّ (٢) أحد أمراء الطبلخانات، وصُلّي عليه يوم الجمعة، ودفن في تربته، وقد ترك أموالًا جزيلة، وابتنى بدمشق حمامًا حسنًا، ودارًا هائلة، وحوانيت كثيرة، وكان أصلُه تاجرًا سفّارًا، فتوصّل حتَّى حصَّل أمير طبلخانه .

حريق في المكان المعروف بالحريق من ناحية كنيسة مريمَ بدمشقَ

كان هذا الحريق ابتداؤه عشية يوم الثلاثاء بعد العصر الحادي عشر من هذا الشهر، فما (٣) أَذَّنَ المغربُ إلا وقد اشتد اضطرام النار، كأنّها في جَزْل الغَضَا؛ فجاءَ الولاةُ، ثمّ الحَجَبَةُ ونائبُ السلطنة، وشرعوا في إطفائها وتخريب ما حَوْلها؛ لئلّا يتّسع الحَرْق إلى غيره، ووقف نائِبُ السلطنة وحولَه السيوفُ مُسَلَّلَةٌ لئلّا يتقدّم أحدٌ لنهبِ شيء من أموال الناس، فحفظَ أموالهم - جزاه الله خيرًا.

وفي يوم الخميس ثالث عشره. درَّسَ الشيخ عز الدّين حمزة ابن شيخ السَّلامية الحنبلي بالمدرسة المجدَّدة السلطانية بباب النَّاطفانيّين شمالي دمشق (٤)، وحضرَ عنده القضاةُ والأعيانُ، وأخذَ في تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [التوبة: ١٨].

ولاية ملك الأمراء بَيْدَمِر وعزل أَقْتَمِر عبْد الغني

في يوم السبت الثاني والعشرين منه وردَ البشيرُ من الديار المصرية بعزلِ نائبِ السلطنة أَقْتَمِر عبد الغني [فانتقل] (٥) من ساعته من دار السّعادة إلى دار طَيْبُغا حاجي، واشتُهِر ولاية الأمير [المجاهد] (٦) العادل، الدَّيِّنُ، الصَّيِّنُ، صاحب الفتوحات بَيْدَمِر، وكان قد خرجَ لتلقّي أهله من الحجاز الشَّريف، وقد نزلَ معهم في الكُسْوة.

فلما كان ليلةُ الإثنين رفعت نارٌ بجبل الصَّالحية تُخْبر عن حدثٍ كائنٍ بمدينة بيروت؛ فدقّت الطَبْلخاناتِ السلطانية بالقلعة لاجتماع الجيش، ونُودي في الناس عن أمرِ نائب السَّلطنة الأمير بَيْدَمِر


(١) في الأصل: (الذي). وهو غلط.
(٢) في الأصل" (الشريفي). وهو تحريف. ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٣٤٣. وفيه: (المعرّي). وفي الهامش (٢) قال محقّقه: (المقّري) معجمة، مصحّفة.
(٣) في الأصل: طمس قدر كلمة.
(٤) انظر الدارس في تاريخ المدارس ١/ ٤٨٩ و ٢/ ٢٠٦.
(٥) في الأصل: طمس قدر كلمة.
(٦) في الأصل: طمس قدر كلمة.

<<  <   >  >>