للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كاملًا من الشعير والغنم وما يحتاج إليه مثله، ومعه مماليكه وخدمه (١).

فلما كان يوم الثلاثاء سادس المحرم ورد كتاب من جهة السلطان فقرئ على الأمراء بدار السعادة يتضمن إكرامه واحترامه والصفح عنه لتقدم خَدَمِهِ على السلطان الملك الناصر وأبيه الملك المنصور.

ولما كان يوم الأربعاء سابع المحرم [جاء كتاب] (٢) إلى الأمير ركن الدين بيبرس نائب الغيبة وإلى الحاجب أُلْمَاس (٣) بالقبض على الأحمدي، فركب الجيشُ ملبسين يوم الخميس وأوكبوا بسوق الخيل وراسلوه - وقد ركب في مماليكه بالعدد وأظهر الامتناع - فكان جوابه أن لا أسمع ولا أطيع إلا لمن هو ملك الديار المصرية، فأما من هو مقيم بالكَرَك ويصدر عنه ما يقال عنه من الأفاعيل التي قد سارت بها الركبان، فلا، فلما بلغ الأمراء هذا توقفوا في أمره، وسكنوا، ورجعوا إلى منازلهم، ورجع هو إلى قصره (٤).

[ثم دخلت سنة ثلاث وأربعين وسبعمئة]

استهلّت هذه السنة المباركة وسلطان المسلمين الملك [أحمد بن] (٥) ناصر الدين محمد بن الملك المنصور قلاوون، وهو مقيم بالكَرَك، قد حاز الحواصل السلطانية من قلعة الجبل إلى قلعة الكرك.

ونائبه في الديار المصرية الأمير سيف الدين آقْسُنقُر السَّلاري (٦)، الذي كان نائبًا بغزة.

وقضاة الديار المصرية هم المذكورون في السنة الماضية، سوى القاضي الحنفي (٧). فإنه تقدم أن حسام الدين بن الغوري عزل وولّي قضاء الحنفية عوضه القاضي زين الدين عمر البسطامي (٨).

وأما دمشق فليس لها نائب إلى حينئذ، غير أن الأمير ركن الدين بيبرس الحاجب كان استنابه الفخري


(١) الدرر الكامنة (١/ ٥٠٢)، وتاريخ ابن قاضي شهبة (٢/ ٢٥٠ - ٢٥١) نقلا عن ابن كثير.
(٢) زيادة يقتضيها السياق.
(٣) في ط: أَلْمَش. وهو تصحيف.
وهو ألماس بن عبد الله الناصري محمد. ولي الحجوبية الكبرى. مات قتيلًا سنة (٧٣٤) هـ الدرر (١/ ٤١٠) الدليل الشافي (١/ ١٥٤).
(٤) الدرر (١/ ٥٠٢)
(٥) زيادة يقتضيها السياق. الذيل ص (٢٣١)
(٦) قتل سنة (٧٤٤) هـ الدليل الشافي (١/ ١٤٢)
(٧) هو قاضي القضاة زين الدين عمر بن كمال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر البسطامي. مات سنة (٧٧١) هـ. الوفيات لابن رافع (٢/ ٣٥٥).
(٨) ليست في أ وب وط، وهي في الأصل.

<<  <   >  >>