للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيّده وردّه على البريد إلى الديار المصرية، ومعه التّراسيم من الأمراء وغيرهم (١).

ولما كان يوم الإثنين (٢) سلخ ذي القعدة خرجَ السُّلطان الملك الناصر شهاب الدين أحمد بن الناصر محمد بن المنصور من الديار المصرية في طائفة من الجيش قاصدًا إلى الكَرَك المحروس، ومعه أموال جزيلة، وحواصل وأشياء كثيرة، فدخلها الثلاثاء من ذي الحِجَّة وصحبتُه طَشْتَمُر في محفة ممرّضًا، يوم والفَخْرِيُّ مقيّدًا، فاعتُقِلا بالكَرَك المحروس، وطلب السلطان آلات من أخشاب ونحوها وحدادين وصناع ونحوها لإصلاح مهمات بالكرك، وطلب أشياء كثيرة من دمشق، فحملت إليه (٣).

ووصل الصاحب علم الدين بن القطب إلى دمشق المحروسة يوم الجمعة حادي عشره ناظر الدواوين بالشام، فنزل بدار الزردكاش التي كان حدّدها. وعمرها تَنْكِز .

وفي يوم الخميس سابع عشر ذي الحجة وصل القاضيان، قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي، وشرف الدين قاضي المالكية، وذهب الناس إليهما (٤).

ولما كان يوم الأحد السابع والعشرين من ذي الحجة ورد الخبر بأن الأمير ركن الدين بيبرس الأحمدي (٥) النائب بصفد ركب في مماليكه وخدمه ومن أطاعه، وخرج منها فارًا بنفسه من القبض عليه.

وذُكر أنَّ نائب غزة قصدَهُ ليقبض عليه بمرسوم السلطان ورَدَ عليه من الكرك، فهرب الأحمدي بسبب ذلك، ولما وصل الخبرُ إلى دمشقَ وليس بها نائب انزعج الأمراء لذلك، واجتمعوا بدار السعادة، وضربوا في ذلك مشورة ثم جرَّدوا إلى ناحية بعلبك أميرًا ليصدوه عن الذهاب إلى البرية.

فلما أصبح الصباح من يوم الإثنين جاء الخبر بأنه في نواحي الكُسْوة، من وراء مانع أخلاطه، فركبوا كلهم ونادى المنادي: من تأخَّر من الجند عن هذا النفير شُنِقَ، واستوثقوا في الخروج وقصدوا ناحية الكُسْوة وبعثوا الرسل إليه، فذكر أعذارًا في خروجه وتخلّص منهم، وذهب يومه ذلك، وَرَجعُوا وقد كانوا ملبسين في يوم حار، وليس معهم من الأزواد ما يكفيهم سوى يومهم ذلك.

فلما كانت ليلة الثلاثاء ركب الأمراء في طلبه من ناحية ثنيَّة العُقاب، فرجعوا في اليوم الثاني وهو في صحبتهم، ونزل في القصور التي بناها تنكز ، في طريق داريا، فأقام بها، وأَجْرَوْا عليه مرتبًا


(١) الدرر الكامنة (١/ ٤٢٦)
(٢) في النجوم الزاهرة (الأربعاء)
(٣) النجوم (١٠/ ٥٦٦)
(٤) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل من قوله: ووصل حتى هنا
(٥) مات سنة (٧٤٦ هـ) الدليل الشافي (١/ ٥٠٥)

<<  <   >  >>