للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يلووا على القاضي برهان الدين بن عبد الحق بسبب أولاده، وما كان منهم.

وقدم القاضي ناصر الدين بن العديم على البريد من حلب فدخل دمشق يوم الخميس الخامس والعشرين من الشهر.

وفي يومئذ قدم من الديار المصرية قاضي القضاة عماد الدين الطرسوسي سبق أصحابه مستعجلًا إلى المزة، وذهب الناس إلى تهنئة هذا وهذا، فاجتمع يومئذ بدمشق من قضاة قضاة الحنفية خمسة؛ ابن العديم، والطرسوسي، وابن عبد الحق، والغوري. وجلال الدين بن حسام الدين الرومي. منهم اثنان مباشران الطرسوسي وابن النديم والثلاثة معزولون (١).

وفي يوم الخميس المذكور دخل الأمير سيف الدين آل مَلَك (٢) أحد الرّؤوس المشهورة بمصر إلى دمشق في طلب نيابة حماة حرسها الله تعالى.

فلما كان من الغد يوم الجمعة بعد الصلاة ورد البريد من الديار المصرية فأخبر أن طَشْتَمُر الحمّص الأخضر مسك، فتعجب النَّاسُ من هذه الكائنة كثيرًا (٣) فخرج مَنْ بدمشقَ من أعيان الأمراء أمير الحج وغيره وخَيَّم بوطاةِ بَرْزَةَ، وخرج إلى الحجّ أمير فأخبره بذلك وأمروه عن مرسوم السلطان أن ينوب بدمشق حتى يأتي المرسوم بما يعتمدونه أمير الحَجّ، فأجاب إلى ذلك، وركب في الموكب يوم السبت السادس منه.

وأما الفخري فإنه لما تنسم هذا الخبر وتحققه وهو بالزَّعْقة (٤) فرَّ في طائفة من مماليكه قريب من ستين أو أكثر، فاخترق (٥) الطرق، وساق سوقًا حثيثًا، وجاءه الطلب من ورائه من الديار المصرية في نحو من ألف فارس، صحبة الأميرين: ألطَنْبُغَا المارِدَاني (٦)، ويَلْبُغَا اليَحْيَاوي (٧)، ففاتهما وسبق، واعترض له نائب غزّة في جُنده فلم يقدر عليه، فسلطوا عليه العشيرات ينهبوه، فلم يقدروا عليه إلا في شيء يسير، وقتل منهم خلقًا، وقصد نحو صاحبه فيما يزعم الأمير سيف الدين أَيْدُغْمُش نائب حلب راجيًا منه أن ينصره، وأن يوافقه على ما قام بنفسه، فلما وصل أكرمه وأنزلَهُ، وبات عنده، فلما أصبح قبض عليه


(١) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل من قوله واشتهر في أواخر هذا الشهر. حتى: هنا.
(٢) في ط: الملك وهو تحريف. النجوم الزاهرة (١٠/ ٦٢).
(٣) الذيل ص (٢٢٧).
(٤) "الزَّعقة": مركز من مراكز البريد ما بين العريش ورفح. صبح الأعشى (١٤/ ٣٧٨)
(٥) في ط: احترق وهو تطبيع، والمراد: اخترق صفوف آق سنقر الذي كان ينتظره هناك. النجوم (١٠/ ٦٥).
(٦) من خواص الناصر وزوج ابنته، ناب في حلب بعد طُقُزدَمُر ومات فيها سنة (٧٤٤) هـ. الدليل الشافي (١/ ١٥١).
(٧) في ط: يبلغا التحناوي وهو تصحيف.
وهو: يَلْبُغَا بن عبد الله اليَحْيَاوي نائب حماة ثم حلب ثم الشام، قتل سنة (٧٤٨ هـ) الدليل الشافي (٢/ ٧٩٣).

<<  <   >  >>