للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان من المصريين جماعةٌ من الفقهاء منهم قاضي المالكية تقي الدين الأخنائي، وفخر الدين النُّويري، وشمس الدين بن الحارثي، ومجد الدين الأقصرائي، وشيخ الشيوخ الشيخ محمد المرشدي. وفي ركب العراق الشيخ أسد المَراوحي (١) وكان من المشاهير.

وفي الشاميين الشيخ علي الواسطي صحبة ابن المَرْجاني، وأمير المصريين مُغَلْطَاي الجَمَالي الذي كان وزيرًا في وقت، وكان إذ ذاك مريضًا، ومررنا بعين تبوك وقد أُصلحت في هذه السنة، وصِيْنت من دَوْس الجمال والجمّالين، وصار ماؤها في غاية الحُسْن والصَّفاء والطِّيب، وكانت وقفة الجمعة ومُطرنا بالطَّواف، وكانت سنةً مرخصة آمنة.

وفي نصف ذي الحجة رجع تَنْكِز من ناحية قلعة جَعْبَر، وكان في خدمته أكثر الجيش الشامي، وأظهَر أُبَّهةً عظيمة في تلك النواحي.

وفي سادس عشري (٢) ذي الحجة وصل توقيع القاضي علاء الدين بن القلانسي بجميع جهات أخيه جمال الدين بحكم وفاته مضافًا إلى جهاته، فاجتمع له من المناصب الكبار ما لم يجتمع لغيره من الرُّؤساء في هذه الأَعْصار، فمن ذلك: وكالة بيت المال، وقضاء العسكر، وكتابة الدست، ووكالة ملك الأمراء، ونظر البيمارستان، ونظر الحرمين، ونظر ديوان السعيد، وتدريس الأمينيّة والظاهريّة والعصرونيّة وغير ذلك من الوظائف انتهى.

وممَّن توفّي فيها من الأعيان:

قاضي القضاة عزّ الدين المقدسي: عز الدين أبو عبد الله محمد (٣) ابن قاضي القضاة تقي الدين سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر المقدسي الحنبلي، ولد سنة خمس وستين وستمئة، وسمع الحديث واشتغل على والده واستنابه في أيام ولايته، فلمّا وُلِّيَ ابن مُسَلَّم لزم بيته يحضُر درْس الجَوْزيّة ودار الحديث الأشرفية بالجبل ويأوي إلى بيته، فلما توفي ابن مُسَلَّم وُلِّي قضاء الحنابلة بعده نحوًا من أربع سنين، وكان فيه تواضُعُ وبرٌّ وقضاءٌ الحوائج الناس.

وكانت وفاته يوم الأربعاء تاسع صفر، وكان يومًا مطيرًا، ومع هذا شهد النَّاسُ جنازته، ودفن بتربتهم (٤) وولِّيَ بعد نائبه شرف الدين ابن الحافظ (٥)، وقد قارب الثمانين


(١) في ط: أحمد السروجي.
(٢) في ط: عشر.
(٣) ترجمته في الذيل (ص ١٦٦) وذيل طبقات الحنابلة (٢/ ٤١٥) والدرر الكامنة (٣/ ٤٤٨) والنجوم الزاهرة (٩/ ٢٨٦) والدارس (٢/ ٣٩) الشذرات (٦/ ٩٦).
(٤) تربة جدّه أبي عمر.
(٥) هو: عبد الله بن شرف الدين حسين وسيأتي في وفيات سنة (٧٣٢ هـ).

<<  <   >  >>