ومزّقَ صبري بعد جيران حاجزٍ … سعيرُ غرام باتَ في القلب موقدا فأمطرته دمعي لعلَّ زفيره … يقلُّ، فزادته الدموع توقُّدا فبتُّ بليلٍ نابغيّ ولا أرى … على النأي من بعد الأحبّة صُعّدا فيا لك من ليلٍ تباعد فجره … عليَّ إلى أن خِلته قد تخلّدا غرامًا ووجدًا لا يحدّ أقله … بأهيف معسولِ المراشف أغيدا له طلعة كالبدر زان جمالها … بطرّةِ شَعر حالك اللون أسودا يهزُّ من القدِّ الرشيق مثقَّفًا … ويشهرُ من جفنيه سيفًا مهنَّدا وفي وَردِ خديه وآس عذاره … وضوء ثناياه فنيت تجلُّدا غدا كلُّ حُسنٍ دونَهُ متقاصرًا … وأضحى له ربُّ الجمال موحّدا إذا ما رنا واهتزَّ عند لقائه … سباك، فلم تملك لسانًا ولا يدا وتسجد إجلالًا له وكرامةً … وتقسمُ قد أمسيتَ في الحسن أوحدا وربّ أخي كفرٍ تأمّلَ حسنه … فأسلم من إجلاله وتشهّدا وأنكر عيسى والصَّليبَ ومريمًا (*) … وأصبح يهوى بعد بغضٍ محمدا أيا كعبة الحُسن التي طاف حولها … فؤادي، أما للصدِّ عندك من فدا قِنعتُ بطيفٍ من خيالك طارق … وقد كنت لا أرضى بوصلك سرمدا فقد شفّني شوقُ تجاوز حدّهُ … وحسبكَ من شوقٍ تجاوز واعتدا سألتك إلّا ما مررتَ بحيِّنا … بفضلك يا ربَّ الملاحةِ والنَّدا لعلَّ جفوني أن تغيض دموعها … ويسكن قلبٌ من هجرتَ فما هذا غلطتَ بهجراني ولو كنتَ صابيًا … لما صدّكَ الواشون عنّي ولا العِدَا وعدَّتها ثلاثة وعشرون بيتًا، والله يغفرُ له ما صنع من الشعر. (*) أراد بإنكار عيسى ومريم، إنكار الألوهيّة التي يدَّعيها بعض أهل الكتاب، وذلك من قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ الآية [المائدة: ١١٦]. لا إنكار نُبوّة: لأنّ ذلك مستبعدٌ من عالمٍ مثله ﵀. (١) في ط: استهلت والحكام هم المذكورون في التي قبلها. (٢) في ب، ط: حضرت. تحريف. (٣) في ب: كانت في أواخر سنة ثنتين وسبعمئة، وفي ط: طرأت على دياره.