للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التتر (١)، ويريدون تولية قبجق (٢) على الشام، وأن الشيخ كمال الدين بن الزَّمْلَكَاني (٣) يعلمهم بأحوال الأمير جمال الدين الأفرم، وكذلك كمال الدين بن العطار (٤). فلما وقف عليه نائب السلطنة عرف أن هذا مفتعل، ففحص عن واضعه فإذا هو فقيرٌ كان مجاورًا بالبيت الذي كان مجاور محراب الصحابة (٥)، يقال له: اليعفوري، وآخر معه يقال له: أحمد الفناري (٦)، وكانا معروفين بالشرِّ والفضول، ووجد معهما مسوَّدة هذا الكتاب، فتحقق نائب السلطنة ذلك، فَعُزِّرا تعزيرًا عنيفًا، ثم وسطا بعد ذلك. في مستهل جمادى الآخرة (٧) قطعت يد الكاتب الذي كتب لهما هذا الكتاب، وهو التاج ابن المناديلي.

وفي أواخر جمادى الأولى انتقل الأمير سيف الدين بلبان الجوكندار المنصوري إلى نيابة القلعة عوضًا عن أرجواش.

عجيبة من عجائب البحر (٨)

قال الشيخ علم الدين البِرْزالي في (تاريخه): قرأت في بعض الكتب الواردة من القاهرة أنه لما كان بتاريخ يوم الخميس رابع جمادى الآخرة ظهرت دابة من البحر، عجيبة الخِلْقة، من بحر النيل إلى أرض المنوفية، بين بلاد منية مسعود واصطباري والراهب، وهذه صفتها: لونها لون الجاموس بلا شعر، وآذانها كآذان الجمل، وعيناها وفرجها مثل الناقة، يغطي فرجَها ذنبٌ طوله شبر ونصف كذنب (٩) السمكة، ورقبتها مثل غلظ الكيس المحشو تبنًا، وفمها وشفتاها مثل الكِرْبال (١٠)، ولها أربعة أنياب، اثنان من فوق واثنان من أسفل، طول كل واحد دون الشبر في عرض إصبعين، وفي فمها ثمانية وأربعون ضرسًا وسنًّا مثل بيادق الشطرنج، وطول يدها من باطنها إلى الأرض شبران ونصف، ومن ركبتها إلى حافرها مثل بطن الثعبان، أصفر مجعَّد، ودور حافرها مثل السُّكُرُّجَة بأربعة أظافير مثل أظافير


(١) زاد في ط: ويكاتبوهم. وكذا في الأصل.
(٢) قبجق نائب حلب.
(٣) ستأتي ترجمته في وفيات سنة (٧٢٧ هـ).
(٤) ستأتي ترجمته في وفيات هذه السنة.
(٥) محراب الصحابة في جامع بني أمية.
(٦) في أ و ط: الغناري. تحريف.
(٧) ليست في أ و ط: وهي في الأصل.
(٨) ذكرها ابن إياس في بدائع الزهور (١/ ٤١٠) وفيه: سابع جمادى الآخرة من سنة ٧٠١ هـ. وكذلك ذكرها صَاحبُ النجوم الزاهرة (٨/ ٢٠٠) وفيه: رابع جمادى الآخرة.
(٩) في ب: طرفه كذنب.
(١٠) "الكِرْبال": مندف القطن. القاموس المحيط (كربل).

<<  <   >  >>