للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شهر جمادى الأولى، أوّله السبت، وفي صبيحة يوم الإثنين عاشره ورد البريد وهو قَرَابُغَا دوادار نائب الشام الصغير، ومعه تقليد بقضاء قضاة الحنفية للشيخ جمال الدين يوسف ابن قاضي القضاة شرف الدين الكفري، بمقتضى نزول أبيه له عن ذلك، فلبس الخلعة بدار السعادة وأجلس تحت المالكي، ثم جاؤوا إلى المقصورة من الجامع وقرئ تقليده هنالك، قرأه شمس الدين بن السُّبكي نائب الحسبة، واستناب اثنين من أصحابهم وهما شمس الدين بن منصور (١)، وبدر الدين بن الجواشني (٢) ثم جاء معه إلى النورية فدرس بها ولم يحضره والده بشيء من ذلك انتهى - والله أعلم -.

موت الخليفة المعتضد بالله (٣):

كان ذلك في العشر الأوسط من جمادى الأولى بالقاهرة، وصُلِّي عليه يوم الخميس، أخبرني بذلك قاضي القضاة تاج الدين السبكي الشَّافعي، عن كتاب أخيه الشيخ بهاء الدين - حفظهما الله تعالى -.

[خلافة المتوكل على الله]

ثم بويع بعده ولده المتوكل على الله (٤) أبو عبد الله محمد بن المعتضد أبي بكر أبي الفتح بن المستكفي بالله أبي الربيع سليمان بن الحاكم بأمر الله أبي العباس أحمد - رحم الله أسلافه -.

واشتهر في هذا الشهر طلوع نجم وقت أذان الفجر من الشرق مما يلي الشمال، له ذنب مستطيل، ولم يتفق رؤيتي له في هذا الشهر (٥).

وفي جمادى الأولى توجّه الرسول من الديار المصرية ومعه سناجق خليفية وسلطانية وتقاليد وخلع وتحف لصاحبي المَوْصل وسِنْجار من جهة صاحب مصر ليخطب له فيهما.

وولّى قاضي القضاة تاج الدين الشافعي السبكي الحاكم بدمشق لقاضيهما من جهته تقليدين، حسب ما أخبرني بذلك، وأرسلا مع ما أرسل به السلطان إلى البلدين، وهذا أمر غريب لم يقع مثله فيما تقدم فيما أعلم. والله أعلم.

وفي جمادى الآخرة خرج نائب السلطنة إلى مرج الغسولة ومعه حجبته ونقباء النقباء، وكاتب السرّ وذووه، ومن عزمهم الإقامة مدة، فقدم من الديار المصرية أمير على البريد فأسرعوا الأوبة فدخلوا في


(١) الدارس (١/ ٦٢٤)
(٢) في ط: الخراشي وأثبتنا ما وأثبتنا ما في الذيل للحسيني ص (٣٥١)
(٣) ترجمته في الذيل للحسيني ص (٣٥٠) والدرر الكامنة (١/ ٤٤٣) والنجوم الزاهرة (١١/ ١٤) والذيل التام (١/ ١٨٧).
(٤) بعد هذا في ط: علي، ولا يصح.
(٥) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل.

<<  <   >  >>