للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شهر صفر، وأوّله الأحد، وقيل: الإثنين (١).

ووصل بعض الحجاج إلى دمشق في تاسع الشهر - وهذا نادر - وأُخبروا بموت المؤذن شمس الدين بن (٢) سعيد بعد منزلة العُلا (٣) في المدابغ.

وفي ليلة الإثنين سادسَ عشرَ صفر وقت التسليم وقع حريق عظيم عند باب جيرون شرقيه فاحترق به دكان الفقاعي الكبيرة المزخرفة وما حولها، واتسع اتساعًا فظيعًا، واتصل الحريق بالباب الأَصْفر من النُّحاس، فبادر ديوان الجامع إليه فكشطوا ما عليه من النحاس ونقلوه من يومه إلى خزانة الحاصل، بمقصورة الحلبية، بمشهد علي، ثم عَدَوْا عليه يكسِّرُون خشبه بالفؤوس الحداد، والسواعد الشداد، وإذا هو من خشب الصنوبر الذي في غاية ما يكون من القوة والثبات، وتأسَّفَ الناس عليه لكونه كان من محاسن البلد ومعالمه. وله في الوجود ما ينيف عن أربعة آلاف سنة. انتهى والله أعلم.

ترجمةُ باب جَيْرون المشهور بدمشق (٤)

الذي كان هلاكه وذهابه وكسره في هذه السنة، وهو باب شرقي جامع دمشق لم يُرَ بابٌ أوسع ولا أعلى منه، فيما يعرف من الأبنية في الدنيا، وله غلقان (٥) من نحاس أصفر بمسامير نحاس أصفر أيضًا بارزة، من عجائب الدنيا، ومحاسن دمشق ومعالمها، وقديم بنائها. وقد ذكرته العرب في أشعارها والناس [في أمثالها] (٦).

وهو منسوب إلى ملك يقال له: جَيْرون بن سعد (٧) بن عاد بن عوص بن أدم بن سام بن نوح، وهو الذي بناه، وكان بناؤه له قبل الخليل ، بل قبل ثمود وهود أيضًا، على ما ذكره الحافظ ابن عساكر في "تاريخه" وغيره، وكان فوقه حصن عظيم، وقصر منيف.


(١) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل.
(٢) ترجمته في الذيل للحسيني ص (٢٨٧) وفيه: المقرئ المجيد شمس الدين محمد بن شيخنا سعيد بن فلاح بن أبي الوحش النابلسي الأصل، الدمشقي، رئيس المؤذنين بالجامع الأموي، توفي بدرب الحجّاج وصار قبره منزلة للحاجّ معروفة أ. هـ.
وذكر وفاته في سنة (٧٥٢) هـ.
(٣) في ط: العلاء. والصواب ما أثبتناه البلدان (٤/ ١٤٤).
(٤) معجم البلدان (٢/ ١٩٨) ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور (١/ ٤٤، ٤٦) ودمشق تاريخ وصور للدكتور قتيبة الشهابي ص (٢٥٠).
(٥) في ط: "علمان"، ولا معنى لها، وما هنا يعضده ما جاء في وجيز الكلام ١/ ٦٠ (بشار).
(٦) هو في الذيل التام للسخاوي (١/ ١٢٤) نقلًا عن ابن كثير.
(٧) في مختصر تاريخ دمشق: جيرون بن سعد بن لقمان بن عاد.

<<  <   >  >>