للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مكرَّمًا معظمًا، وذلك بإشارة الأمير مَنْكَلي بُغَا الشَّمسي الذي صار أتابَك الدّيار المصريّة، ونزلَ بالدَّار الأشرفية (١).

وأُمرَ بتخريبِ دار يَلْبُغَا فَخُرِّبَتْ (٢).

وفي يوم الأربعاء سادس عشره توفّي الأميرُ علاءُ الدّين عليُّ بنُ العلم سَنْجِر الهلالي (٣) تمرَّض نحوًا من أسبوع، وابتُلي في رجله بداءٍ عُضَال، ولم يتمتَّع بشيءٍ ممّا ترك أبوه من تلك الأموال الرَّبَويّة بشيءٍ، وصُلِّيَ عليه بالجامع، ودفن بسفحِ قاسيون عند أبيه بتربةٍ لهم .

دخولُ الأمير مَنْجَك إلى دمشقَ

دخلَها في صبيحةِ يومِ الخميس التاسع عشر من ربيع الأول هذا، من ناحية طرابلس، كان نائبًا عليها، من ناحية القابون، في أُبَّهة النّيابة، وخرجَ الجيشُ لتلقّيهِ والقُضاةُ والأعيانُ وأهلُ الذِّمَّة على العادة، فنزلَ بدار السَّعادة بعدما أوكب (٤)، وقَبَّل العتَبَةَ الشّريفة.

وركبَ صبيحةَ يومِ الجمعة إلى دارِ الأمير علي المارِداني المطلوب إلى نيابةِ السَّلطنة بمصرَ، فنزلَ عنده خدمةً له، وأَحْضَرَ سماطَه فأكلا جميعًا، ثم ركب إلى [الجامع الأموي] (٥).

ولمّا كان الغدُ قدمَ من الدّيار المصريّة بنحوٍ من مئةٍ وخمسين مملوكًا من [الأجلاب] (٦) الذين كانوا يُفسدون في الأرض ببلاد مصر مقرَّنين في الأصفاد، وأُودعوا في القلعة.

ومن الغدِ أحضر ملكُ الأُمراءِ الأميرَ حمزةَ بن الخيّاط أحدَ أمراء الطَّبلخانات؛ فوبّخة وأنبّة، وأمرَ بسَجْنه في القلعة، ونادى عليه في البلد: من كان له عنده طلابه، وأُرسلَ إلى بعلبَكَّ التي كان نائبًا بها؛ ليُنادى عليه بها مثل ذلك.

وخرجَ الأميرُ عليُّ المارداني متوجهًا إلى الدّيار المصريّة على نيابتِها يوم الإثنين الحادي والعشرين منه على خيل البريد، وخرج نائبُ السَّلطنة الأمير مَنْجك لتوديعه إلى عقبة سحور (٧)، وخلقٌ من الأمراء وغيرهم.


(١) انظر تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٣١١.
(٢) السُّلطان هو من أمر بهدمها. المصدر السابق نفسه.
(٣) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٢٣٠. وفيه: توفّي بعد أبيه بشهرٍ.
(٤) أُوْكِبَ: جعل له موكبٌ.
(٥) في الأصل: طمس قدر كلمتين.
(٦) في الأصل: طمس قدر كلمة. وذكر الخبر ابن قاضي شهبة في تاريخه ٣/ ٣١٢.
(٧) هي عقبة قريبة من دمشق.

<<  <   >  >>