للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالطب، وكان يعالج النَّاسَ بغير أجرة، وكان يحفظ كثيرًا من الأحاديث والحكايات والأشعار، وله نظم، وخدم من عدة جهات الكتابة، ثم ترك ذلك، ولزم بيته وإسماعَ الحديث، وتفرَّد في آخر عمره في أشياء كثيرة، وكان سهلًا في التسميع؛ ووقف آخر عمره داره دار حديث (١)، وخصَّ الحافظ البِرزالي والمِزِّي بشيء من بِرِّهِ، وكانت وفاتُه يوم الإثنين وقت الظهر خامس وعشرين شعبان، ودفن بقاسيون .

الوزير ثم الأمير نجم الدين: محمد (٢) بن الشيخ فخر الدين عثمان بن أبي القاسم البُصروي الحنفي.

درَّس ببُصرى بعد عمه القاضي صدر الدين الحنفي (٣)، ثم ولّي الحِسبة بدمشقَ ونظر الخزانة، ثم ولّيَ الوزارة، ثم سأل الإقالة منها فعُوِّض بإمرة عشرة عنها بإقطاع هائل، وعومل في ذلك معاملة الوزراء في حرمته ولبسته، حتى كانت وفاته ببُصرى يوم الخميس ثاني (٤) عشرين شعبانَ، ودفن هناك، وكان كريمًا ممدَّحًا وهَّابًا نهَّابًا كثير الصدقة والإحسان إلى الناس، ترك أموالًا وأولادًا ثم تفانوا كلُّهم بعده وتفرقت أمواله، ونكحت نساؤه وسكنت منازله (٥).

الأمير صارم الدين إبراهيم (٦) بن قراسنقر الجوكندار (٧): مشد الخاص، ثم ولّي دمشق ولاية، ثم عُزل عنها قبل موته بستة أشهر، توفي تاسع رمضان ودفن بتربته (٨) المشرفة المبيضة شرقي مسجد النارنج (٩) كان قد أعدها لنفسه.

الشيخ أحمد الأَعْقَف الحريري (١٠): شهاب الدين أحمد بن حامد بن سعيد التنوخي الحريري.

ولد سنة أربع وأربعين وستمئة، واشتغل في صباه على الشَّيخ تاج الدين الفزاري في "التنبيه"، ثم صحب الحريرية وخدمهم. ولزم مصاحبة الشيخ نجم الدين بن إسرائيل (١١) وسمع الحديث، وحجَّ


(١) دار الحديث البهائية داخل باب توما الدارس (١/ ٥٥) ومنادمة الأطلال (ص ٣٤).
(٢) ترجمته في الذيل (ص ١٣١) والدرر الكامنة (٤/ ٤٦) والشذرات (٦/ ٦٢) وفي ط: حمد.
(٣) هو: علي بن محمد أبي القاسم بن عثمان البصروي، سيأتي في وفيات سنة (٧٢٧ هـ).
(٤) في ط: ثامن عشرين.
(٥) ليست في ب.
(٦) ليست في ط.
(٧) ترجمته في الدارس (١/ ٢٤٢) ومنادمة الأطلال (ص ٣٣١).
(٨) في التربة الجوكندارية، الدارس ومنادمة الأطلال.
(٩) في ط: التاريخ.
(١٠) ترجمته في الدارس (٢/ ١٩٩) ومنادمة الأطلال (ص ٣٠١) نقلًا عن ابن كثير.
(١١) هو: محمد بن سوار بن إسرائيل بن الخضر. مات سنة (٦٧٧ هـ).

<<  <   >  >>