للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخرج الركب الشّامي يوم الخميس تاسع شوال وأميره علاء الدين المُرْسي، وقاضيه شهاب الدين الظّاهري (١).

وفيه رجع جيشُ حلب إليها وكانوا عشرة آلاف سوى من تبعهم من التُّركمان، وكانوا في بلاد أذنة وطرَسوس وإياس، وقد خربوا وقتلوا وسبوا وأسروا (٢) خلقًا كثيرًا، ولم يعدم منهم سوى رجل واحد غرق بنهر جاهان، ولكن كان قتل الكفار من كان عندهم من المسلمين نحوًا من ألف رجل، يوم عيد الفطر من التجار وغيرهم (٣) فإنا لله وإنا إليه راجعون (٤).

وفيه وقع حريق عظيم بحماة فاحترق منه أسواق كثيرة، وأملاك وأوقاف، وهلكت أموال لا تُحصر، وكذلك احترق أكثر مدينة أَنْطاكية، فتألَّم المسلمون لذلك.

وفي ذي الحجة خرب المسجد الذي كان في وسط (٥) الطريق بين باب النصر وباب الجابية، عن حكم القضاة بأمر نائب السلطنة، وبُني غربيَّه مسجدٌ حسنٌ؛ أحسنُ وأنفعُ من الأوَّل.

وتوفّي فيها من الأعيان:

الشّيخ الصّالح المعمَّر رئيس المؤذِّنين بجامع دمشق: برهان الدين إبراهيم (٦) بن محمد بن أحمد بن محمد الواني.

ولد سنة ثلاث وأربعين وستمئة، وسمع الحديث، وروَى، وكان حسنَ الصَّوت والشكل، محبَّبًا إلى العوام.

توفي يوم الخميس سادس صفر ودفن بباب الصغير.

وقام من بعده في الرِّياسة ولده أمين الدين محمد الواني (٧) المحدث المفيد، وتوفّي بعده ببضعةٍ وأربعين يومًا رحمهما الله.


(١) هو أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الدمشقي. مات سنة (٧٥٥ هـ) الدرر الكامنة (١/ ١٦٧).
(٢) ليست في ط.
(٣) ليست في ط.
(٤) الذيل (ص ١٨٤) وفيه: فوثب الملاعينُ على التجار والعربان فقتلوا ألفي مسلم.
(٥) ليست في ط.
(٦) ترجمته في الذيل (ص ١٨٥) والدرر الكامنة (١/ ٥٦) والشذرات (٦/ ١٠٩).
(٧) الذيل (ص ١٨٥) والدرر الكامنة (٣/ ٢٩٣).

<<  <   >  >>