للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخرج المحمل السلطاني صبيحة يوم الإثنين ثاني عشره، وأميره مصطفى، وممّن حجّ في هذه السنة قاضي القضاة جمال الدين المسلّاتي المعزول، والشيخ شمس الدين ابن قاضي شهبة.

وفي يوم الإثنين تاسع عشره ركب نائب السلطنة، وندب الجيش إلى النّفير؛ فركبوا على الصّعب والذّلول قاصدين ناحية القابون، وغلّقت الأبواب، وانزعج الناس لذلك، وتكلّف الجند للخروج، وشقّ عليهم.

ورجع نائب السلطنة يوم الأربعاء الحادي والعشرين، وقد سبقه أكثر الجيش، ومعهم جمالٌ كثيرة قد أخذوها من العرب، وبلغني أنه قتل طائفة منهم.

وفي العَشْر الأوسط من هذا الشهر هرب شهاب الدين أحمد وبدر الدين حسن ابنا علاء الدين الإسعردي من كثرة المطالبين بالديون التي استقرّت عليهما نحو من ألف ألف درهم. ولم يُدرَ أين ذهبا. . .! فقيل: مع الحجاج، وقيل: غير ذلك (١).

وأقرأني القاضي ولي الدين عبد الله وكيل بيت المال كتاب والده قاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء قاضي قضاة الشافعية بالديار المصرية، أن الأمير الكبير جدَّد درسًا بجامع ابن طولون فيه سبع (٢) مدرِّسين للحنفية، وجعل لكل فقيه منهم في الشهر أربعين درهمًا، وإردَبَّ قمح، وذكر فيه أن جماعة من غير الحنفية انتقلوا إلى مذهب أبي حنيفة لينزلوا في هذا الدرس.

[درس التفسير بالجامع الأموي]

وفي صبيحة يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شوال سنة سبع وستين وسبعمئة حضرتُ درس التَّفسير الذي أنشأه ملك الأمراء نائب السلطنة الأمير سيف الدين مَنْكُلي بغا - رَحِمَهُ اللهُ تعالى - من أوقاف الجامع التي جددها في حال نظره عليه أثابه الله، وجعل من الطلبة من سائر المذاهب خمسةَ عشرَ طالبًا لكل طالب في الشهر عشرة دراهم، وللمعيد عشرون ولكاتب الغيبة عشرون، وللمدرس ثمانون، وتصدَّق حين دعوته لحضور الدرس، فحضر واجتمع القضاة والأعيان، وأخذتُ في أول تفسير الفاتحة، وكان يومًا مشهودًا ولله الحمد والمنة، وبه التوفيق والعصمة. انتهى.

شهر ذي القعدة، أوّله السبت.


(١) ليست في أ و ب وط. وهي في الأصل. من قوله وخرج المحمل السّلطاني.
(٢) في ط: سبعة. وهو خطأ.

<<  <   >  >>